العليل؟!
[ قال حميد : ] فقلت : سبحان الله أيقتل الصبيان! إنّما هذا صبي وانّه لما به ، فلم أزل حتى دفعتهم عنه.
قال : وجاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه وبكين ، فقال لأصحابه : لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة ، ولا تتعرّضوا لهذا الغلام المريض ، وسألته النسوة ليسترجعن ما أخذ منهنّ ليسترن به ، فقال : من أخذ من متاعهنّ شيء فليرده عليهنّ.
[ قال : ] فوالله ما ردّ أحد منهم شيئاً.
وروى حميد بن مسلم أيضاً قال : رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد ، فلمّا رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليهالسلام فسطاطهنّ ، وهم يسلبونهنّ أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط ، وقالت : يا آل بكر بن وائل أتُسلب بنات رسول الله؟ لا حكم الالله ، يا لثارات رسول الله.
قال : فأخذها زوجها وردّها إلى رحله.
أأنسى هجوم الخيل ضابحة (١) على |
|
خيام نساكم بالعواسل والقضب |
__________________
ابن رسول الله؟! فقال : ويحك كيف نصنع ، إنّ اُمراءنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم! ولو خالفناهم كنّا شرّاً من هذه الحمر؟ ثمّ أنّه لمّا قام المختار طلب الشمر ، فخرج من الكوفة وسار إلى الكلتانية ـ قرية من قرى خوزستان ـ ففجأة جمع من رجال المختار ، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكّن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكّن منه أبو عمرة فقتله واُلقيت جثته للكلاب. انظر : الكامل في التاريخ ٤ : ٩٢ ، ميزان الاعتدال ١ : ٤٤ ، لسان الميزان ٣ : ١٥٢.
١ ـ ضبحت الخيل في عدوها : أسمعت من أفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حمحمة.