القادسية (١) إلى خفان ، وما بين القادسية إلى القطقطانية (٢).
ولمّا بلغ الحسين عليهالسلام الحاجز (٣) من بطن الرمّة بعث قيس بن مسهر الصيداوي ـ وقيل بل بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر ـ إلى الكوفة ، ولم
__________________
المسجد الحرام ، وهو قاتل سليمان بن صرد أثناء ثورة التوّابين ، وهو الذي سأل أمير المؤمنين عليهالسلام عن شعر رأسه بعد قوله عليهالسلام : « سلوني قبل أن تفقدوني » ، وفي عهد يزيد شارك في الهجوم الذي امر يزيد بشنّه على المدينة المنوّرة ، مات في عام ٦٨ هـ متأثّراً بجراح أصابه بها إبراهيم بن الأشتر في الوقعة التي جرت على ضفاف نهر الخازر ، وجاء في بعض الأخيار انّه أخذ رأس حبيب بن مظاهر بعد مقتله وعلّقه في رقبة فرسه ودار به في الكوفة مفتخراً ، فكمن له فيما بعد القاسم بن حبيب وقتله ثاراً لدم أبيه ، وجاء في مصادر أخرى انّه قتل على يد أصحاب المختار الثقفي عام ٦٦ هـ قرب الموصل في وقت حركة المختار. انظر : مروج الذهب ٣ : ٧١ ، التهذيب لابن عساكر ٤ : ٣٧١ ، الأعلام ٢ : ٢٦٢.
١ ـ اسم موضع قبل الكوفة ويبعد عنها خمسة عشر فرسخاً ( وعن بغداد ٦١ فرسخاً ). وفي هذا المكان وقعت المعركة المعروفة باسم القادسية بين الجيش الاسلامي والفرس في زمن الخليفة الثاني ، وانتصر فيها المسلمون ، وفي هذا المكان قبض الحصين بن نمير ( رئيس شرطة ابن زياد في تلك المنطقة ) على مبعوث الحسين ، قيس بن مسهر الصيداوي ، وأرسله إلى ابن زياد وكان قيس يحمل كتاباً من الحسين إلى أهل الكوفة ، ولما قبض عليه مزق الكتاب باسنانه لكي لا تقع أسماء المخاطبين بيد العدو. انظر : الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٤٩.
٢ ـ موضع قرب الكوفة في جهة البرية بالطف ، وهو أحد المنازل من القادسية إلى الشام ، كان به سجن النعمان ، وقد كانت المنطقة بين القادسية والقطقطانية قد نظم فيها ابن زياد قوات الاستطلاع لمنع الناس من الالتحاق بالحسين عليهالسلام. انظر : الحسين في طريقه إلى الشهادة : ٥٠.
٣ ـ وقيل : الحاجر ، اسم ارض ومنزل على الطريق من مكة إلى العراق ، وملتقى طريقي الكوفة والبصرة عند المسير إلى المدينة ، ومعناه : الموضع الذي يحجز فيه الماء.
وفي معجم البلدان : بطن الرمة واد معروف بعالية نجد ، وقال ابن دريد : الرمة قاع عظيم بنجد تنصبّ إليه أودية.
وفي هذا المنزل تسلّم الإمام الحسين كتاب مسلم بن عقيل من الكوفة ، وكتب الجواب إلى أهل الكوفة وأرسله مع مبعوثه قيس بن مسهّر. انظر : معجم البلدان ١ : ٦٦٦ ، مراصد الاطلاع ٢ : ٦٣٤.