نقاتل بين يديك ، وتقطع فيك أعضاؤنا ثمّ يكون جدّك شفيعنا يوم القيامة.
ثم ان الحسين عليهالسلام ركب وسار ـ وكلّما أراد المسير يمنعونه تارة ، ويسايرونه اُخرى ـ وقد عظم رعب النساء ووجل الأطفال حينئذ بما لا مزيد عليه ـ حتى بلغوا كربلاء في اليوم الثاني من المحرم فسأل الحسين عليهالسلام عن اسم الأرض.
فقيل : كربلاء.
فقال : اللهم انّي أعوذ بك من الكرب والبلاء ، ثم قال : هذا موضع كرب وبلاء ، انزلوا ، ها هنا محط ركابنا ، وسفك دمائنا ، وهنا محل قبورنا بهذا حدّثني جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فنزلوا جميعاً ، ونزل الحر وأصحابه ناحية. (١)
وجلس الحسين عليهالسلام يصلح سيفه ويقول :
يا دهر أُفٍّ لك من خليلِ |
|
كم لك بالإشراق والأصيلِ |
من طالبٍ وصاحب قتيل |
|
والدهر لا يقنـع بالبـديل |
وكلّ حـيّ سـالك سبيل |
|
ما أقرب الوعد من الرحيل |
انّما الأمر إلى الجليل
__________________
عبد الرحمن بن عبد ربّه من شدّة بهجته بقرب استشهاده ، وكان ممّن نهض وتحدّث في ليلة العاشر معلناً عن استعداده للبذل والتضحية في نصرة الحسين عليهالسلام.
وفي كربلاء تحدّث عدّة مرّات مخاطباً جيش العدو ، وكلماته في نصرة سيد الشهداء معروفة ، وبرز إلى القتال في يوم الطف وتكلّم في ذمّ جيش عمر بن سعد. برز إلى الميدان من بعد استشهاد الحرّ وقاتل حتى نال الشهادة ، وكان يرتجز ساعة القتال ويقول :
أنا برير وأبي خضيرٌ |
|
وكل خير فله بُريرٌ |
انظر : تاريخ الطبري ٥ : ٤٢١ و ٤٢٣ ، معجم رجال الحديث ٣ : ٢٨٩ ، المناقب ٤ : ١٠٠ ، بحار الأنوار ٤٥ : ١٥.
١ ـ تاريخ الطبري ٥ : ٤٦٩ ، تاريخ ابن الأثير ٤ : ٢٨٧ ، زفرات الثقلين ١ : ١٠٥.