بقوله تعالى : « ولا تزر وازرة وزر اُخرى » (١) ... الخ. (٢)
قلت : وأنكر هذه الروايات أيضا عبد الله بن عبّاس (٣) واحتجّ على خطأ
__________________
الجمل المشؤومة التي انتهكت فيها المحارم ، وقتلت الأبرياء وخانت العهد في الكتاب الذي كتبته مع عثمان بن حنيف وعندما جاؤوها بالرجال مكتّفين أمرت بضرب أعناقهم صبراً ، وكأنّها لم تسمع قول النبي صلىاللهعليهوآله : « سباب المؤمن فوس وقتاله كفر ».
وقد سجّل لها التاريخ كُرهاً وبغضاً للإمام علي لم يعرف له مثيل وصل بها إلى حدّ أنّها لا تطيق ذكر اسمه ولا تطيق رؤيته ، وعندما تسمع بأنّ الناس قد بايعوه بالخلافة بعد قتل عثمان تقول : وددت لو أنّ السماء انطبقت على الأرض قبل أن يليها ابن أبي طالب ، وتعمل كلّ جهودها للإطاحة به ، وتقود ضدّه عسكراً جرّراراً لمحاربته ، وعندما ياتيها خبر موته تسجد شكراً لله! ( انظر : صحيح البخاري ١ : ١٦٢ وج ٣ : ١٣٥ وج ٥ : ١٤٠ ).
١ ـ سورة الأنعام : ١٦٤ ، سورة الاسراء : ١٥ ، سورة فاطر : ١٨ ، سورة الزمر : ٧.
٢ ـ أخرج النسائي ومسلم ومالك في الموطأ : انّ عائشة لمّا بلغها رواية ابن عمر : انّ الميّت ليعذّب ببكاء أهله ونحوه ، قالت : مرّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على قبر فقال : إنّ صاحب القبر ليعذّب ، وانّ أهله يبكون عليه ، وقرأت : « ولا تزر » الآية. أو قالت : انّه لم يكذب ، ولكن نسي أو أخطأ ، انّما مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على يهودية يبكى عليها فقال : انّهم ليبكون عليها وانّها لتعذّب في قبرها. أو قالت : انّه سمع شيئاً فلم يحفظ ، انّما مرّت على رسول الله صلىاللهعليهوآله جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال : أنتم تبكون عليه ، وانّه ليعذّب. أو قالت : وهل انّما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : انّه ليعذّب بخطيئته وبذنبه ، وانّ أهله ليبكون عليه الآن. أو قالت ـ لمّا ذكر لها حديث من يبكي عليه يعذّب ـ : انّما كان اولئك اليهود. أو لمّا بلغها قول عمر وابنه قالت : انكم لتحدّثون عن غير كاذبين ولا مكذّبين ، ولكن السمع يخطئ.
انظر : سنن النسائي ١ : ٢١٣ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٥٧ ، الموطأ ١ : ١٠٧ ، والتردد في هذه الأقوال من الراوي.
٣ ـ عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أبو العباس ، حبر الاُمّة ، صحابي جليل ، ولد بمكة ونشأ في بدء عصر النبوّة ، لازم رسول الله صلىاللهعليهوآله وروى عنه ، وشهد مع علي عليهالسلام الجمل وصفّين ، كفّ بصره في آخر عمره ، فسكن الطائف وتوفي