...........................................................
__________________
الشيعة اسم التقيّة.
بمناسبة الأسباب التي ذكرت ، وقفت هذه الفرقة على مقتضيات العصر اكثر من سائر الفرق الاسلامية ، وأقدمت على كسب المعاش وتحصيل العلوم أكثر من الآخرين ، ومن هذه الوجهة فالرجال العاملون الذين يعيشون بكدّ اليمين يوجدون فيهم أكثر من سائر فرق المسلمين ، وحيث انّ الغالب عليهم العمل ، فالملازمون لهم وخدّامهم يصيرون بالطبع تابعين لهم ، وعلاوة على ذلك انّهم بواسطة الأعمال يحتاج الناس إليهم ، ومحبّتهم ومعاشرتهم لسائر الفرق موجبة لاختلاط الآخرين معهم عند مشاركتهم لهم في مجالسهم ومحافلهم ، وحينما يصغى المباشرون لهم إلى سماع اصول مذهبهم وأحاديثهم مرّة بعد مرّة لا محالة يألفون مشربهم ، وهذا هو عمل الدعاة ، والأثر الذي يترتّب على هذه الوضعية هو الأثر الذي توخّته عرفاء دول الغرب في ترقية دين المسيح مع بذل أموال تحيّر العقول.
من جملة الامور السياسية التي ألبستها روؤساء فرقة الشيعة لباس المذهب من عدّة قرون وصارت مورثة جداً لجلب قلوبهم وقلوب غيرهم ؛ هي اصول التمثيل باسم الشبيه والتعزية في مأتم الحسين ، التمثيل أدخلته حكماء الهند في عباداتها لعدّة أغراض خارجة عن موضوع بحثنا ، الاوربّيون بمقتضى السياسة ألبسوا التمثيل لباس التفرّج ، وأظهروا في محلات التفرّج العمومية لأنظار العامّ والخاصّ اموراً سياسية مهمّة لاستجلاب القلوب ، وقليلاً قليلاً أصابوا هدفين بسهم واحد ؛ تفريح الطبائع ، وجلب قلوب العامّة في الامور السياسية.
فرقة الشيعة حصلت من هذه النكتة على فائدة تامّة فألبست ذلك لباس المذهب ، فيستنبط أنّ فرقة الشيعة أخذت هذا العمل من الهنود ، وعلى كلّ حال فالتأثير الذي يلزم أن يحصل على قلوب العامّة والخاصّة في اقامة العزاء والشبيه قد حصل.
من جهة يذكرون في مجالس قراءة التعزية المتواصلة ، وعلى المنابر المصائب التي وردت على رؤساء دينهم ، والمظالم التي وردت على الحسين ، ومع تلك الأحاديث المشوّقة إلى البكاء على مصائب آل الرسول.
فتمثيل تلك المصائب للأنظار أيضاً له تاثير عظيم ويجعل العامّ والخاصّ من هذه الفرقة راسخ العقيدة فوق التصوّر ، وهذه النكات الدقيقة صارت سبباً في أنّه لم يسمع بأحد من هذه الفرقة من ابتداء ترقّي مذهب الشيعة انّه ترك دين الإسلام أو دخل في فرقة اسلامية اخرى.