بعضها وأوكل الباقي إلى فطنتك :
فمنها : انّها جامعة اسلاميّة ، ورابطة إمامية باسم النبي وآله صلىاللهعليهوآله ينبعث عنها الاعتصام بحبل الله عز وجل ، والتمسّك بثقلي رسول الله صلىاللهعليهوآله وفيها من اجتماع القلوب على اداء الرسالة بمودّة القربى ، وترادف
__________________
هذه الفرقة تعمل الشبيه بأقسام مختلفة ، فتارة في مجالس مخصوصة ومقامات معينة ، وحيث انّه في أمثال هذه المجالس المخصوصة والمقامات المعينة يكون اشتراك الفرق الاخرى معهم أقلّ ، أوجدوا تمثيلاً بوضع خاص ، فعملوا الشبيه في الأزقّة والأسواق ، وداروا به بين جميع الفرق ، وبهذا السبب تتأثّر قلوب جميع الفرق منهم ومن غيرهم بذلك الأثر الذي يجب أن يحصل من التمثيل ، ولم يزل هذا العمل شيئاً فشيئاً يورث توجّه العام والخاص إليه ، حتى أنّ بعض الفرق الاسلامية الأخرى وبعض الهنود قلّدوا الشيعة فيه ، واشتركوا معهم في ذلك.
وعمل الشبيه في الهند أكثر رواجاً منه في جميع الممالك الاسلامية ، كما انّ سائر فرق الاسلام هناك أكثر اشتراكاً مع الشيعة في هذا العمل من سائر البلاد. ويظنّ أن اصول التمثيل وعمل الشبيه بين الشيعة قد جاءت من جهة سياسة السلاطين الصفويّة الذين كانوا أول سلسلة استولت على السلطنة بقوّة المذهب وروؤساء الشيعة الروحانيون شيئاً فشيئاً أيّدوا هذا العمل وأجازوه.
ومن جملة الامور التي صارت سبباً في ترقّي هذه الفرقة وشهرتها في كلّ مكان هو إرادة أنفسهم بالمرأى الحسن ، بمعنى أنّ هذه الطائفة بواسطة مجالس المأتم ، وعمل الشبيه ، واللطم والدوران ، وحمل الأعلام في مأتم الحسين ، جلبت إليها قلوب باقي الفرق بالجاه والاعتبار والقوة والشوكة ، لأنّه من المعلوم أنّ كل ّجمعية وجماعة تجلب إليها الأنظار وتوجّه إليها الخواطر إلى درجة ما.
مثلاً لو كان في مدينة عشرة آلاف نفس متفرّقين ، وكان في محل ألف نفس مجتمعين ، كانت شوكة الألف وعظمتهم في أنظار الخاصّ والعامّ أكثر من العشرة آلاف ، مضافاً إلى أنّه إذا اجتمع ألف نفس انضمّ إليهم من غيرهم بقدرهم بعضهم للتفرّج ، وبعضهم للصداقة والرفاقة ، وبعضهم لأغراض خاصّة ، وبهذا الانضمام تتضاعف قوة الألف وشوكتهم في الأنظار.