هادما للعزم على عصيانه ، لكونه هادما لنفس عصيانه ، ومع انهدام نفس العصيان لا يبقى مجال للعزم على العصيان ، لكن ليس ذلك من جهة أنّ متعلّق الأمر بالأهم هو الحصة الاختيارية منه ليكون الأمر بالمهم مشروطا بعدم تلك الحصة الاختيارية ، ويكون نفس الأمر بالأهم هادما لعدم تلك الحصة الاختيارية ، وبذلك يكون هادما للعزم على عدم الإتيان بتلك الحصة الاختيارية كما تضمنته الحاشية (١) ، فانّ الأمر بالأهم لا يهدم بنفسه ذلك الموضوع الذي هو عدم تلك الحصة ، وإنّما يهدمها بامتثاله ، وبواسطة ذلك يكون هادما لموضوع المهم ، سواء قلنا إنّ موضوعه هو عدم الأهم بقول مطلق ، أو أنّه هو عدم تلك الحصة الاختيارية. نعم إنّ موضوع الأمر بالمهم هو مجرد العصيان وعدم الإتيان بالأهم ، والعزم على العصيان أجنبي عن ذلك الموضوع.
ولعل الشيخ قدسسره لا يرى نفس ترك الأهم موضوعا للأمر بالمهم ، بل إنّه يرى أنّ موضوع الأمر بالمهم هو خلو الزمان الوافي بكل منهما عن وجود الأهم فيه ، وهذا المعنى ـ أعني خلو تمام الزمان عن الأهم ـ لا يمكن للمكلف إحرازه إلاّ إذا كان قاطعا بعدم إقدامه على الأهم وبانيا على عصيانه ، فيكون الشرط في الحقيقة هو العنوان المنتزع من خلو الزمان بتمامه ، وهذا العنوان المنتزع إنّما يحرزه المكلّف بقطعه وعزمه على عدم الإتيان بالأهم ، فكأن لسان حال الآمر يقول املأ الزمان بالإزالة وإن أخليت ذلك الزمان من الإزالة فاملأه بالصلاة ، وهذا المعنى ـ أعني إخلاء الزمان من الإزالة ـ لا يمكن إحرازه إلاّ بالعزم على ذلك ، فيكون اعتبار العزم على
__________________
(١) أجود التقريرات ٢ ( الهامش ) : ٨٥.