إليه رجل قصير رأسه رأس كلب ، فسأل عنه فقيل له : هذا الرجل كان يخطئ على علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : فعلمت أن ذلك كان عبرة لي ولامثالي ، فتبت إلى الله.
٣ ـ يج : روى الشيخ أبوجعفر بن بابويه ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد السجستي (١) قال : خرجت في طلب العلم فدخلت البصرة ، فصرت إلى محمد بن عباد صاحب عبادان ، فقلت : إني رجل غريب أتيتك من بلد بعيد لاقتبس من علمك شيئا ، قال : من أنت؟ قلت : من أهل سجستان ، قال : من بلد الخوارج؟ قلت لوكنت خارجيا ماطلبت علمك ، قال أفلا اخبرك بحديث حسن إذا أتيت بلادك تحدث به الناس؟ قلت : بلى ، قال : كان لي جار من المتعبدين ، فرأى في منامه كأنه قد مات وكفن ودفن ، قال : مررت بحوض النبي صلىاللهعليهوآله وإذا هو جالس على شفير الحوض والحسن والحسين عليهماالسلام يسقيان الامة الماء ، فاستسقيتهما فأبيا أن يسقياني ، فقلت : يارسول الله إني من امتك ، قال : وإن قصدت عليا لا يسقيك فبكيت وقلت : أنا من شيعة علي ، قال : لك جار يلعن عليا ولم تنهه ، قلت ، إني ضعيف ليس لي قوة وهو من حاشية السلطان ، قال : فأخرج النبي سكينا وقال : امض واذبحه ، فأخذت السكين وصرت إلى داره ، فوجدت الباب مفتوحا ، فدخلت فأصبته نائما فذبحته ، وانصرفت إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقلت : قد ذبحته وهذه السكين ملطخة بدمه ، قال : هاتها ، ثم قال للحسين عليهالسلام : اسقه ماء ، فلما أضاء الصبح سمعت صراخا ، فسألت عنه فقيل : إن فلانا وجد على فراشه مذبوحا ، فلما كان بعد ساعة قبض أميرالبلد على جيرانه فدخلت عليه وقلت : أيها الامير اتق الله إن القوم برآء ، وقصصت عليه الرؤيا فخلى عنهم.
____________________
(١) في ( خ ) و ( م ) : السجزى.
(*) أقول : « السجز » بالكسر ثم السكون معرب « سكز » الفارسية علم لطائفة معروفة تسكن « سجستان » ( مخفف : سجزستان ) معرب « سكستان » ( مخفف : سكزستان ) وقد خفف عند الفارسيين في ألسنة العامة حتى صارت : « سيستان » فالسجزى نسبة إلى الطائفة والسجستى والسجستانى نسبة إلى المحل وكلها بكسر السين وسكون الجيم لا غير. ( ب )