فلمارجع الحسن عليهالسلام دخلت عليه ام كلثوم وأقسمت عليه أن لا يترك الملعون في الحياة ساعة واحدة ، وكان قد عزم على تأخيره ثلاثة أيام ، فأجابها إلى ذلك ، و خرج لوقته وساعته ، وجمع أهل بيته وأهل البصائر من أصحاب أميرالمؤمنين عليهالسلام الذين كانوا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله كصعصعة والاحنف وما أشبههما رضياللهعنهم وتشاوروا في قتل ابن ملجم لعنه الله تعالى ، فكل أشار بقتله في ذلك اليوم ، واجتمع رأيهم على قتله في المكان الذي ضرب فيه الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام.
قال الراوي : ثم إنه لما رجع أولاد أمير المؤمنين عليهالسلام وأصحابه إلى الكوفة واجتمعوا لقتل اللعين عدو الله ابن ملجم فقال عبدالله بن جعفر : اقطعوا يديه و رجليه ولسانه واقتلوه بعد ذلك ، وقال ابن الحنفية رضياللهعنه : اجعلوه غرضا للنشاب وأحرقوه بالنار ، وقال آخر : اصلبوه حيا حتى يموت ، فقال الحسن عليهالسلام : أناممتثل فيه ما أمرني به أميرالمؤمنين عليهالسلام أضربه ضربة بالسيف حتى يموت فيها ، واحرقه بالنار بعد ذلك ، قال : فأمر الحسن عليهالسلام أن يأتوه به ، فجاؤوا به مكتوفا حتى أدخلوه إلى الموضع الذي ضرب فيه الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام والناس يلعنونه ويوبخونه ، وهو ساكت لا يتكلم ، فقال الحسن عليهالسلام : يا عدو ـ الله قتلت أميرالمؤمنين عليهالسلام وإمام المسلمين ، وأعظمت الفساد في الدين ، فقال لهما : يا حسن ويا حسين عليكما السلام ما تريدان تصنعان بي؟ قالا له : نريد قتلك كما قتلت سيدنا ومولانا. فقال لهما : اصنعا ما شئتما أن تصنعا ، ولا تعنفا من استزله الشيطان فصده عن السبيل ، ولقد زجرت نفسي فلم تنزجر! ونهيتها فلم تنته! فدعها تذوق وبال أمرها ولها عذاب شديد ، ثم بكى ، فقال له : يا ويلك ماهذه الرقة؟ أين كانت حين وضعت قدمك وركبت خطيئتك؟ فقال ابن ملجم لعنه الله : « استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون » ولقد انقضى التوبيخ والمعايرة ، وإنما قتلت أباك وحصلت