أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ الخبر ، فحفروا له حفيرة طويلة وغطوها فلما انصرف وبلغها أنطق الله فرسه فقال : سر بإذن الله ، فطفرت ، ثم أمر بكشفه فرآه عجيبا (١).
مسند أحمد وفضائله وسنن ابن ماجة : قال عبدالرحمن بن أبي ليلى : كان أميرالمؤمنين عليهالسلام يلبس في البرد الشديد الثوب الرقيق ، وفي الحر الشديد القباء والثوب الثقيل ، وكان لا يجد الحر والبرد ، فكان النبي صلىاللهعليهوآله دعا له يوم خيبر فقال : كفاك الله الحر والبرد ، وفي رواية : اللهم قه الحر والبرد ، وفي رواية : اللهم اكفه الحر والبرد (٢).
سهل بن حنيف في حديثه أنه لما أخذ معاوية مورد الفرات أمر أمير المؤمنين عليهالسلام لمالك الاشتر أن يقول لمن على جانب الفرات : يقول لكم علي : اعدلوا عن الماء ، فلما قال ذلك عدلوا عنه ، فورد قوم أميرالمؤمنين الماء وأخذوا منه ، فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم وقال لهم في ذلك ، فقال إن عمرو بن العاص جاء وقال : إن معاوية يأمركم أن تفرجوا عن الماء ، فقال معاوية لعمرو : إنك لتأتي أمرا ثم تقول ما فعلته؟! فلما كان من غد وكل معاوية حجل بن العتاب النخعي في خمسة آلاف ، فأنفذ أميرالمؤمنين عليهالسلام مالكا فنادى مثل الاول ، فمال حجل عن الشريعة فورد أصحاب علي عليهالسلام وأخذوا منه ، فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجلا وقال له في ذلك ، فقال : إن ابنك يزيد أتاني فقال : إنك أمرت بالتنحي عنه! فقال ليزيد في ذلك فأنكر ، فقال معاوية : فإذا كان غدا فلا تقبل من أحد ولو أتيتك حتى تأخذ خاتمي ، فلما كان اليوم الثالث أمر أميرالمؤمنين عليهالسلام لمالك مثل ذلك ، فرأى حجل معاوية وأخذ منه خاتمه وانصرف عن الماء : وبلغ معاوية فدعاه وقال له في ذلك ، فأراه خاتمه ، فضرب معاوية يده على يده فقال : نعم وإن هذا من دواهي علي.
____________________
(١) في المصدر : فرأى عجبا.
(٢) مناقب آل ابى طالب ١ : ٤٤٨.