علي كلامك هذا أهون علي من بعرة في وادي الأزرق (١) فقال أما إنه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق قال فقال هشام إذا كان غدا جلست لكم فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله عليهالسلام ومعه كتاب في كرباسة وجلس لهم هشام فوضع أبو عبد الله عليهالسلام الكتاب بين يديه فلما قرأه قال ادعوا إلي جندل الخزاعي وعكاشة الضميري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرمى الكتاب إليهما فقال تعرفان هذه الخطوط قالا نعم هذا خط العاص بن أمية وهذا خط فلان وفلان لفلان من قريش وهذا خط حرب بن أمية فقال هشام يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم فقال نعم قال قد قضيت بالولاء لك قال فخرج وهو يقول
إن عادت العقرب عدنا لها |
|
وكانت النعل لها حاضرة(٢) |
__________________
(١) وادى الأزرق : بالحجاز.
(٢) هذا البيت من أبيات للفضل بن العباس بن عتبة اللهبى قالها في رجل من بني كنانة يقال له عقرب بن أبي عقرب وكان تاجرا حناطا وهو شديد المطل حتى ضرب المثل بمطله فقيل ( أمطل من عقرب ) فداين الفضل اللهبى وكان شديد الاقتضاء ، فمطله عقرب ثم مر به الفضل وهو يبيع حنطة له ويقول :
جاءت به ضابطة التجار |
|
ضافية كقطع الاوتار |
فقال الفضل يهجوه :
قد تجرت عقرب في سوقنا |
|
يا عجبا للعقرب التاجرة |
قد صافت العقرب واستيقنت |
|
أن ما لها دنيا ولا آخرة |
ان عادت العقرب عدنا لها |
|
وكانت النعل لها حاضرة |
ان عدوا كيده في استه |
|
لغير ذى كيد ولا ثائرة |
كل عدو يتقى مقبلا |
|
وعقرب تخشى من الدابرة |
كأنها اذ خرجت هودج |
|
سدت كواه رقعة بائرة |
لاحظ الأغاني ج ١٥ ص ٧ طبع الساسى ، والامثال للميدانى ص ١٣٣ طبع البهية بميدان الازهر بمصر ، وحياة الحيوان للدميرى طبع ايران مادة « عقرب » الامثال.