عليهالسلام أولى بهذا الأمر من غيره لأنه لم يفر عن زحف قط كما فر غيره في غير موضع فقال الناس صدقت.
وأما الخبر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله نصا فقال إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وقوله صلىاللهعليهوآله مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومن تقدمها مرق ومن لزمها لحق فالمتمسك بأهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله هاد مهتد بشهادة من الرسول صلىاللهعليهوآله والمتمسك بغيرهم ضال مضل قال الناس صدقت يا أبا جعفر.
وأما من حجة العقل فإن الناس كلهم يستعبدون بطاعة العالم ووجدنا الإجماع قد وقع على علي عليهالسلام أنه كان أعلم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان جميع الناس يسألونه ويحتاجون إليه وكان علي عليهالسلام مستغنيا عنهم هذا من الشاهد والدليل عليه من القرآن قوله عز وجل : « أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ » (١) فما اتفق يوم أحسن منه ودخل في هذا الأمر عالم كثير.
وقد كانت لأبي جعفر مؤمن الطاق مقامات مع أبي حنيفة فمن ذلك ما روي أنه قال يوما من الأيام لمؤمن الطاق إنكم تقولون بالرجعة قال نعم قال أبو حنيفة فأعطني الآن ألف درهم حتى أعطيك ألف دينار إذا رجعنا قال الطاقي لأبي حنيفة فأعطني كفيلا بأنك ترجع إنسانا ولا ترجع خنزيراً.
وقال له يوما آخر لم لم يطالب علي بن أبي طالب بحقه بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله إن كان له حق فأجابه مؤمن الطاق فقال خاف أن تقتله الجن كما قتلوا سعد بن عبادة بسهم المغيرة بن شعبة.
وكان أبو حنيفة يوما آخر يتماشى مع مؤمن الطاق في سكة من سكك الكوفة إذا بمناد ينادي من يدلني على صبي ضال فقال مؤمن الطاق أما الصبي
__________________
(١) يونس : ٣٥.