الضال فلم نره وإن أردت شيخا ضالا فخذ هذا عنى به أبا حنيفة.
ولما مات الصادق عليهالسلام رأى أبو حنيفة مؤمن الطاق فقال له مات إمامك قال نعم أما إمامك فـ « مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ » (١).
٢ ـ ج : الإحتجاج إنه مر فضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه فقال لصاحب كان معه والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة فقال صاحبه الذي كان معه إن أبا حنيفة ممن قد علت حالته وظهرت حجته قال مه هل رأيت حجة ضال علت على حجة مؤمن ثم دنا منه فسلم عليه فردها ورد القوم السلام بأجمعهم فقال يا أبا حنيفة إن أخا لي يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب عليهالسلام وأنا أقول أبو بكر خير الناس وبعده عمر فما تقول أنت رحمك الله فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال كفى بمكانهما من رسول الله صلىاللهعليهوآله كرما وفخرا أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة تريد أوضح من هذا فقال له فضال إني قد قلت ذلك لأخي فقال والله لئن كان الموضع لرسول الله صلىاللهعليهوآله دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله صلىاللهعليهوآله لقد أساءا وما أحسنا إذ رجعا في هبتهما ونسيا عهدهما.
فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له لم يكن له ولا لهما خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما فقال له فضال قد قلت له ذلك فقال أنت تعلم أن النبي صلىاللهعليهوآله مات عن تسع نساء ونظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك وبعد ذلك فما بال عائشة وحفصة يرثان رسول الله صلىاللهعليهوآله وفاطمة بنته تمنع الميراث فقال أبو حنيفة يا قوم نحوه عني فإنه رافضي خبيث (٢).
__________________
(١) الاحتجاج ص ٢٠٥.
(٢) نفس المصدر ص ٢٠٧.