خمصا بضمتين جمع خميص كرغف ورغيف والذبل قد يقرأ بالفتح مصدرا والحمل كمامر ، أو بالضم أو بضمتين أو كركع والجميع جمع ذابل وقال في القاموس : الخمصة الجوعة ، والمخمصة المجاعة ، وقد خمصه الجوع خمصا ومخمصة وخمص البطن مثلثة الميم خلا ، وقال : ذبل النبات كنصر وكرم ذبلا وذبولا ذوي ، وذبل الفرس ضمر ، وقنى ذابل رقيق لاصق بالليط والجمع ككتب وركع ، وفي النهاية رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر البطن ، وجمع الخميص الخماص ، ومنه الحديث « خماص البطون خفاف الظهور » أي أنهم أعفة عن أموال الناس ، فهم ضامروا البطون من أكلها ، خفاف الظهور من ثقل وزرها انتهى.
والرهبانية هنا ترك زوائد الدنيا وعدم الانهماك في لذاتها أو صلاة الليل كما ورد في الخبر « فأعينوا على ما أنتم عليه » أي أعينونا في شفاعتكم زائدا على ما أنتم عليه من الولاية أو كائنين على ما أنتم عليه وقد ورد « أعينونا بالورع » ويحتمل أن يكون المراد بما أنتم عليه من المعاصي أي أعينوا أنفسكم أو أعينونا لدفع ما أنتم عليه من المعاصي وذمائم الاخلاق أو العذاب المرتب عليها بالورع وهذا أنسب لفظا فانه يقال أعنه على عدوه.
٤٤ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان عن مفصل بن عمر ، عن أبي أيوب العطار ، عن جابر قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : إنما شيعة علي عليهالسلام الحلماء العلماء ، الذبل الشفاه ، تعرف الرهبانية على وجوههم (١).
بيان : « تعرف الرهبانية » أي آثار الخوف والخشوع وترك الدنيا أو أثر صلاة الليل كما مر.
٤٥ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير عن المفضل بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إذا أردت أن تعرف أصحابي فانظر إلى من اشتد ورعه ، وخاف خالقه ، ورجا ثوابه ، فاذا رأيت هؤلاء
__________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٢٣٥.