والمعاونة ، والاسراف في المال بعيد هنا « بركة » أي يصل نفعهم إلى من جاوروه في البيت ، أو في المجلس أعم من المنافع الدنيوية والاخروية ، وفي الخصال « لمن جاوروا » « سلم » بالكسر أو الفتح أي مسالم ، وعلى الاول مصدر ، والحمل للمبالغة في القاموس السلم بالكسر المسالم والصلح ويفتح.
٤٧ ـ كنز الكراجكى : عن محمد بن طالب ، عن أبي المضل الشيباني ، عن عبدالله ابن جعفر الازدي ، عن خالد بن يزيد الثقفي ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : قال علي لمولاه نوف الشامي وهو معه في السطح : يا نوف أرامق أم نبهان؟ قال : نبهان أرمقك يا أميرالمؤمنين قال : هل تدري من شيعتي؟ قال : لا والله ، قال : شيعتى الذبل الشفاه ، الخمص البطون ، اذين تعرف الرهبانية ، والربانية في وجوههم ، رهبان بالليل ، اسد بالنهار ، الذين إذا جهنم الليل اتزروا على أوساطهم ، وارتدوا على أطرافهم ، و صفوا أقدامهم ، وافترشوا جباههم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم ، وأما النهار فحلماء علماء كرام نجباء أبرار أتقياء.
يا نوف شيعتي الذين اتخذوا الارض بساطا ، والماء طيبا ، والقرآن شعارا إن شهدوا لم يعرفوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون وفي أموالهم يتواسون ، وفي الله يتباذلون ، يا نوف درهم ودرهم ، وثوب وثوب ، وإلا فلا شيعتي من لا يهر هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولم يسأل الناس وإن مات جوعا ، إن رأى مؤمنا أكرمه ، وإن رأى فاسقا هجره ، هؤلاء والله يانوف شيعتي شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة ، وحوائجهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة ، اختلف بهم الابدان ، ولم تختلف قلوبهم.
قال : قلت : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك ، أين أطلب هؤلاء؟ قال : فقال لي : في أطراف الارض ، يا نوف يجيئ النبي صلىاللهعليهوآله يوم القيامة آخذا بحجزة بربه جلت أسماؤه ، يعني بحبل الدين وحجزة الدين ، وأنا آخذ بحجزته ، وأهل بيتى آخذون بحجزتي ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، فالى أين؟ إلى الجنة ورب الكعبة