واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم (١).
الحجرات : ولكن الله حبب إليكم وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم (٢).
تفسير : « ومن يطع الله » قال الطبرسي : قيل : نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣) وكان شديد الحب لرسول الله صلىاللهعليهوآله قليل الصبر عنده فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه فقال عليهالسلام : يا ثوبان ما غير لونك؟ فقال : يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة فأخاف أن لا أراك هناك لاني عرفت أنك ترفع مع النبيين وإني إن ادخلت الجنة كنت في منزلة أدني من منزلتك وإن لم ادخل الجنة فلا أحسب أن أراك أبدا فنزلت الآية.
ثم قال صلىاللهعليهوآله : والذي نفسي بيده لا يؤمنن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأبويه وأهله وولده ، والناس أجمعين.
وقيل : إن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله قالوا : ما ينبغى لنا أن نفارقك فانا لا نراك إلا في الدنيا فأما في الاخرة فانك ترفع فوقنا بفضلك ، فلا نراك. فنزلت الاية عن قتادة ومسروق بن الاجدع.
ثم قال : والمعنى « ومن يطع الله » بالانقياد لامره ونهيه « والرسول » باتباع
__________________
(١) المؤمن : ٧ ٩.
(٢) الحجرات : ٧ ٨.
(٣) أخرج السيوطى في الدر المنثور ج ٢ ص ١٨١ في ذلك روايات عن الطبرانى وابن مردويه وأبى نعيم في الحلية والضياء المقدسى في صفة الجنة وابن جرير وابن أبى حاتم وغيرهم.