جابر عنده ، قال : فقال لجابر : يا نوح غرقتهم أو لا بالماء ، وغرقتهم آخرا بالعلم (١) فاذا كسرت فاجبره ، قال : ثم قال : من أطاع الله اطيع ، أي البلاد أحب إليك؟ قال : قلت : الكوفة ، قال : بالكوفة فكن ، قال : فسمعت اخا النون بالكوفة (٢) قال : فبقيت متعجبا من قول جابر ، فجئت فاذا به في موضعه الذي كان فيه قاعدا ، قال : فسألت القوم هل قام أو تنحى؟ قال : فقالوا : لا ، وكان سبب توحيدي أن سمعت قوله بالالهية في الائمة.
هذا حديث موضوع لاشك في كذبه ، ورواته كلهم متهمون بالغلو والتفويض (٣).
بيان : قوله « هذا حديث موضوع » كلام الكشي أو الشيخ لانه موجود في اختياره ، ولاريب في كونه موضوعا ، وهو مشتمل على القول بالتناسخ والتشويش في ألفاظه ومعانيه (٤) فلهذا لم نتعرض لشرحه.
١٦ ـ كش : عن محمد بن مسعود ، عن محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى وحمدويه ابن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عروة بن موسى قال : كنت جالسا مع أبي مريم الحناط وجابر عنده جالس ، فقام أبومريم فجاء بدورق (٥)
____________________
(١) ظاهر النسخة يتبنى على القول بالتناسخ وأن جابرا كان في العهد الاول هو نوح النبى صلوات الله عليه وعلى نبينا وآله ، ولذلك قيل : ان في العبارة تصحيفا والصواب « يا جابر! ان نوحا غرقهم أولا بالماء وغرقتهم آخرا بالعلم » وليس بشئ.
(٢) فيه تصحيف ، والظاهر أنه يقول : فلما قال : « بالكوفة فكن ». صرت بالكوفة أسمع أصوات الناس أو النوق أو النوف ـ وهو صوت الضبع ـ بها.
(٣) رجال الكشى ص ١٧٣.
(٤) قد عرفت افادة الحديث للتناسخ ، وهكذا تشويش ألفاظه في قوله « سمعت أخا النون بالكوفة » وأما التشويش في معانيه ففى قوله « وكان سبب توحيدى أن سمعت قوله بالالهية في الائمة ».
(٥) قال في قاموس الرجال : وقوله « فجاء بدورق » محرف « فجاء بدردق » ففى