الاول عطف تفسير له وكأنها إشارة إلى مراتب اليقين والايمان القلبي ، فان أقل مراتبه الاذعان القلبي ، ولو عن تقليد أودليل خطابي ، والمعرفة ماكان عن برهان قطعي ، والعقد هو العزم على الاقرار اللساني ، وما يتبعه ويلزمه عن العمل بالاركان والرضا هو عدم إنكار قضاء الله وأوامره ونواهيه ، وأن لايثقل عليه شئ من ذلك لمخالفته لهوى نفسه ، والتسليم هو الانقياد التام للرسول فيما يأتي به لاسيما ما ذكر في أمر أوصيائه وما يحكم به بينهم كما قال تعالى : « فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما » (١).
فظهر أن الاقرار بالولاية أيضا داخل في ذلك بل جميع ماجاء به النبي وقوله « بأن لا إله » متعلق بالاقرار ، لان ما ذكر بعده تفسير ومكمك له ، والصاحبة الزوجة ، والاقرار عطف على الاقرار ، والمراد الاقرار بسائر أنبياء الله وكتبه. والمستتر في جاء راجع إلى الموصول ، وما قيل : إن قوله « بأن لا إله إلا الله » الخ متعلق بالاقرار والمعرفة والعقد ، وقوله « والاقرار بماجاء من عندالله » معطوف على أن لا إله ، فيكون الاولان بيانا للاخيرين ، والاخير بيانا للاول فلا يخفى مافيه من أنواع الفساد.
وقال المحدث الاسترابادي ـ ره ـ : المعرفة جاء في كلامهم لمعان أحدها التصور مطلقا ، وهو المراد من قولهم على الله التعريف والبيان أي ذكر المدعى والتنبيه عليها إذ لايجب خلق الاذعان كما يفهم من باب الشك وغير ذلك من الابواب وثانيها الاذعان القلبي وهو المراد من قولهم أقروا بالشهادتين ولم يدخل معرفة أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله في قلوبهم ، وثالثها عقد القضية الاجمالية مثل ، نعم وبلى وهذا العقد ليس من باب التصور ولا من باب التصديق ، ورابعها العلم الشامل للتصور والتصديق ، وهو المراد من قولهم العلم والجهل من صنع الله في القلوب انتهى وفيه مافيه.
____________________
(١) النساء : ٦٥.