التحريم : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك (١).
١ ـ لى : ابن المتوكل ، عن الاسدي ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن وهب البصري ، عن ثوابة بن مسعود ، عن أنس قال : توفي ابن لعثمان بن مظعون رضياللهعنه فاشتد حزنه عليه ، حتى اتخذ من داره مسجدا يتعبد فيه ، فبلغ
____________________
أقول والظاهر أن « رهبانية » عطف على ماقبله : « رأفة ورحمة » والمعنى أنا جعلنا في قلوب الحواريين الذين اتبعوا عيسى عليهالسلام رأفة ورحمة من لدنا بحيث صارتا كالطبيعة الثانية لهم ليتحنوا على ارشاد الجهال وهداية الضلال ، وألهمنا إلى قلوبهم بعد مارفعنا عيسى الينا أن يترهبوا في الصوامع والغيران ويتعبدوا فيها فرارا من جبابرة بنى اسرائيل كما في قصة أصحاب الكهف.
لكنهم ابتدعوا في كيفيتها بما لم نكتب عليهم ، فانا انما نكتب على المتعبدين ابتغاء رضوان الله ، وهو متيسر بالاعمال اليسيرة الخالصة لوجهه ، ولايستلزم الاعمال الشاقة من رفض النساء ، والعزلة ، وخشونة المطعم والملبس ، وهم مع مافرضوا تلك الخصلة على أنفسهم ، ونذروها لله لم يرعوها حق رعايتها.
قال ابن مسعود : كنت رديف رسول الله صلىاللهعليهوآله على حمار فقال : يا ابن ام عبد! هل تدرى من اين أحدثت بنو اسرائيل الرهبانية؟ فقلت : الله ورسوله أعلم فقال : ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليهالسلام يعملون بمعاصى الله فقاتلهم أهل الايمان ثلاث مرات فلم يبق منهم الا القليل فقالوا ان ظهرنا لهؤلاء أفنونا ولم يبق للدين أحد يدعو اليه فتعالوا نتفرق في الارض إلى أن يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسى عليهالسلام فتفرقوا في غير ان الجبال وأحدثوا رهبانية الخبر. راجع مجمع البيان ج ٩ ص ٢٤٣ الدر المنثور ج ٦ ص ١٧٧.
(٢) التحريم : ١ ، روى علي بن ابراهيم باسناده عن ابن سيار عن أبي عبدالله عليهالسلام في هذه الاية قال : اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلىاللهعليهوآله وهو مع مارية فقال النبي : والله لا أقربها ، فأمره الله أن يكفر عن يمينه ، راجع تفسير القمي ص ٦٨٦.
وقد روى في ذلك روايات اخرى راجع البحار ج ٢٢ ص ٢٢٧ ٢٤٦.