ذلك لاتعرف لك يامحمد فضلا مذكورا في شئ من كتب الله ، ولا على لسان أحد من أنبياء الله ، فقال الله ردا عليهم ، « بل » ليس كما يقولون أوعية العلوم ، ولكن قد « لعنهم الله » أبعدهم الله من الخير « فقليلا مايؤمنون » قليل إيمانهم ، يؤمنون ببعض ما أنزل الله ويكفرون ببعض فاذا كذبوا محمدا في سائر مايقول فقد صار ماكذبوا به أكثر ، وماصدقوا به أقل ، وإذا قرئ غلف فانهم قالوا « قلوبنا غلف » في غطاء فلا نفهم كلامك وحديثك ، كما قال الله تعالى : « وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب » (١) وكلا القراءتين حق وقد قالوا بهذه وبهذا جميعا.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : معاشر اليهود أتعاندون رسول رب العالمين ، و تأبون الاعتراف بأنكم كنتم بذنوبكم من الجاهلين ، أن الله لايعذب بها أحدا ولا يزيل عن فاعل هذا عذابه أبدا إن آدم عليهالسلام لم يقترح على ربه المغفرة لذنبه إلا بالتوبة ، فكيف تقترحونها أنتم مع عنادكم (٢).
توضيح : قال الطبرسي رحمهالله القراءة المشهورة غلف بسكون اللام وروي في الشواذ غلف بضم اللام عن أبي عمرو فمن قرأ بتسكين اللام فهو جمع الاغلف يقال للسيف إذا كان في غلاف أغلف ، ومن قرأ بضم اللام فهو جمع غلاف ، فمعناه أن قلوبنا أوعية العلم فما بالها؟ تفهم (٣).
٢١ ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال : الايمان أفضل من الاسلام بدرجة ، والتقوى أفضل من الايمان بدرجة ، واليقين أفضل من التقوى بدرجة ، ولم يقسم بين بني آدم شيئا أقل من اليقين (٤).
٢٢ جا (٥) ما : محمد بن الحسين المقري ، عن علي بن محمد ، عن أبي العباس
____________________
(١) فصلت : ٥.
(٢) تفسير الامام ص ١٧٧.
(٣) مجمع البيان ج ١ ص ١٥٦.
(٤) أفضل من اليقين خ ل ، راجع قرب الاسناد ص ٢٠٨.
(٥) مجالس المفيد ص ١٧٤.