قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بحار الأنوار [ ج ٧٠ ]

بحار الأنوار

بحار الأنوار [ ج ٧٠ ]

الاجزاء

تحمیل

بحار الأنوار [ ج ٧٠ ]

295/411
*

والتقوى ماينفجر من عين المعرفة بالله ، يحتاج إليه كل فن من العلم ، وهو لا يحتاج إلا إلى تصحيح المعرفة ، بالخمود تحت هيبة الله وسلطانه ، ومزيد التقوى يكون من أصل اطلاع الله عزوجل على سر العبد بلطفه.

فهذا أصل كل حق وأما الباطل فهو مايقطعك عن الله متفق عليه أيضا عند كل فريق ، فاجتنب عنه ، وافرد سرك لله تعالى بلا علاقة قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد :

ألا كل شئ ماخلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل

فالزم ما أجمع عليه أهل الصفا والتقى ، من اصول الدين وحقائق اليقين والرضا والتسليم ، ولا تدخل في اختلاف الخلق ومقالاتهم ، فتعصب عليك ، وقد اجتمعت الامة المختارة بأن الله واحد ليس كمثله شئ ، وأنه عدل في حكمه يفعل مايشاء ويحكم مايريد ، ولا يقال له في شئ من صنعه : لم؟ ولا كان ولا يكون شئ إلا بمشيته ، وأنه قادر على مايشاء ، صادق في وعده ووعيده ، وأن القرآن كلامه وأنه مخلوق ، وأنه كان قبل الكون والمكان والزمان ، وأن إحداث الكون والفناء عنده سواء ، ما ازداد بإحداثه علما ولا ينقص بفنائه ملكه ، عز سلطانه وجل سبحانه.

فمن أورد عليه ماينقض هذا الاصل فلا تقبله ، وجرد باطنك لذلك ترى بركاته عن قريب ، وتفوز مع الفائزين (١).

٤١ ـ مص : قال الصادق عليه‌السلام : التقوى على ثلاثة أوجه : تقوى الله في الله وهو ترك الحلال فضلا عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص ، وتقوى من الله وهو ترك الشبهات فضلا عن حرام ، وهو تقوى الخاص ، وتقوى من خوف النار والعقاب وهو ترك الحرام وهو تقوى العام ، ومثل التقوى كماء يجري في نهر ومثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى كأشجار مغروسة على حافة ذلك النهر ، من كل لون وجنس وكل شجرة منها يستمص الماء من ذلك النهر ، على قدر جوهره وطعمه

____________________

(١) مصباح الشريعة ص ٤٤ و ٤٥.