الدنيا (١) ومن مدعينيه إلى ما في أيدي الناس من دنيا هم طال حزنه ، ومن سخط ما قسم الله له من رزقه وتنغص عليه عيشه (٢) ولم يرأن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب فقد جهل وكفر نعم الله وضل سعيه ، ودنا منه عذابه.
١٣١ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما.
فقال أبوذر : يارسول الله وما الاسلام؟ فقال : الاسلام عريان ولباسه التقوى وشعاره الهدى (٣) ودثاره الحياء ، وملا كه الورع ، وكماله الدين ، وثمرته العمل الصالح ، ولكل شئ أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت (٤).
١٣٢ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : من طلب رضى مخلوق بسخط الخالق سلط الله عزوجل عليه ذلك المخلوق.
١٣٣ ـ وقال صلىاللهعليهوآله : إن الله خلق عبيدا من خلقه لحوائج الناس يرغبون في المعروف ويعدون الجود مجدا والله يحب مكارم الاخلاق.
____________________
(١) المراد ان من لم يصبر ولم يتسل نفسه بما عندالله من الاجور والدرجات الرفيعة وغير ذلك انقطعت نفسه حسرة على الدنيا وما فيها.
(٢) يقال : تنغص عليه عيشه اى تكدر. وانغص : منع نصيبه ، من نغص اى لم يتم له مراده وعيشه.
(٣) الشعار ـ بالكسر ـ : ما يلى شعر الجسد. والدثار ـ بالكسر ـ مايتدثر به الانسان من كساء او غيره فالشعار تحت الدثار والدثار فوق الشعار. والهدى ـ بالضم ـ : الرشاد.
(٤) يعنى بيت النبوة وذلك لطهارة نفوسهم وحياتهم ، قال الله عزوجل في سورة الاحزاب « انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهر كم تطهيرا ». ذلك البيت أسسه الله تعالى وجعل اهله طاهرا مطهرا معصوما معيارا ليكونوا الميزان والمقتدى لمجتمع العالم الاسلامى فيجب على المسلمين حبهم والاقتداء بهم حتى ينالوا السعادة والكمال في الدنيا والاخرة ولا يبعد شمولها لغير هم ممن اتصفوا بصفا تهم واخلاقهم على حسب درجات ايمانهم كقول رسول الله صلىاللهعليهوآله لسلمان الفارسى : « سلمان منا اهل البيت ». قال الله العزيز في سورة ابراهيم نقلا عن قوله : « فمن تبعنى فانه منى ».