رأيناك ، وسكنا إذا ذكر ناك ، فاي الخيرات لم تفعل ، وأي الصالحات لم تعمل ولو أن الامر الذي نخاف عليك منه يبلغ تحويله جهدنا (١) وتقوى لمدافعته طاقتنا ، أو يجوز الفداء عنك منه بأنفسنا وبمن نفديه بالنفوس من أبنائنا ، لقدمنا أنفسنا وأبناءنا قبلك ، ولاخطرناها (٢) وقل خطرها دونك ، ولقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك ، وفي مدافعة من ناواك (٣) ولكنه سلطان لا يحاول ، وعز لا يزاول (٤) ورب لا يغالب ، فإن يمنن علينا بعافيتك ، ويترحم علينا ببقائك ، و يتحنن علينا بتفريج (٥) هذا من حالك إلى سلامة منك لنا ، وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عزوجل بذلك شكرا نعظمه ، وذكرا نديمه (٦) ونقسم أنصاف أموالنا صدقات ، وأنصاف رقيقنا عتقاء (٧) ونحدث له تواضعا في أنفسنا ، ونخشع في جميع امورنا ، وأن يمض بك إلى الجنان ، ويجري عليك حتم سبيله ، فغير متهم فيك قضاؤه ، ولا مدفوع عنك بلاؤه ، ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه ، ولكنا نبكي من غير إثم لعز هذا السلطان أن يعود ذليلا (٨)
____________________
الحق علينا وعدم تضيق الاموربنا.
(١) في بعض نسخ المصدر « تحريكه جهدنا » أى تغييره وصرفه.
(٢) أى جعلناها في معرض المخاطرة والهلاك أوصير ناها خطرا ورهنا وعوضا لك قال الجزرى : فيه « ألاهل مشمر للجنة فان الجنة لا خطرلها » أى لا عوض لها ولا مثل. والخطر بالتحريك في الاصل : الرهن وما يخاطر عليه ومثل الشئ وعدله ولا يقال الا في الشئ الذى له قدر ومزية.
(٣) « حاولك » أى قصدك. و « ناواك » أى عاداك. وقوله : « ولكنه » أى الرب تعالى.
(٤) اى ذوعز وغلبة. وزاوله اى حاوله وطالبه.
(٥) في بعض نسخ المصدر « بتصريح ».
(٦) الضميران راجعان إلى الشكر والذكر.
(٧) الرقيق : المملوك.
(٨) في اكثر نسخ المصدر « لعز هذا السلطان » فقوله « لعز » متعلق بالبكاء و « أن يعود » بدل اشتمال له أى نبكى لتبدل عز هذا السلطان ذلا. وفى بعض نسخ المصدر « لعن الله هذا