عزيزا وعاش في هفوته يسيرا (١) ، لم يفد عوضا ، ولم يقض مفترضا ، دهمته فجعات المنية في غبر جماحه وسنن مراحه (٢) فظل سادرا ، وبات ساهرا ، في غمرات الالام ، وطوارق الاوجاع [ والاسقام ] (٣) بين أخ شقيق ، ووالد شفيق ، وداعية بالويل جزعا ، ولادمة للصدر قلقا ، والمرء في سكرة ملهية ، وغمرة كارثة ، وأنة موجعة (٤) وجذبة مكربة ، وسوقة متعبة ، قد أدرج في أكفانه مبلسا ، وجذب منقادا
____________________
العمل كدوحا : سعى. ولعل المراد ببدوات أربه. ما يخطر بباله ويبدوله أى يظهر آرائه المختلفة باختلاف دواعيه والحاصل أنه ذهب إلى ما يبدوله من رغباته غير متقيد بالشريعة ولا ملتزم حدود الفظيلة. والارب محركة : الحاجة. واحتساب الزرية : الاعتداد بها. أى لا يظنها ولا يفكر في وقوعها. والرزية : المصيبة.
(١) النعى : خبر الموت. وفى النهج « ولا يخشع تقية ». وقوله « فمات في قبيلة عزيزا » في بعض النسخ « فمات في فتنته غريرا » وهكذا في النهج وهو الصواب ظاهرا. والغرير : المغرور ، والهفوة : الزلة.
(٢) دهمته أى غشيته. وفجعات المنية أسبابها وافجعته أى أو جعته والفجيعة. المصيبة و « غبر جماحه » جمع غابر بمعنى الباقى والمراد بقايا هواه وشهواته وعتوه الذى ذهب كثير منها. والسنن ـ محركة ـ : النهج والطريقة. والمراح ـ ككتاب اسم من مرح الرجل اذا أشرو بطرو نشط وتبختر. والمعنى هجمت عليه الامراض والاوجاع واسباب الموت في أثناء غفلته وعتوه واغتراره.
(٣) « فظل سادرا » أى كان في جميع النهار متحيرا لشدة ما نزل به. وغمرة الشى ء : شدته. وطوارق الاوجاع : مايأتى منها ليلا وسمى الاتى بالليل طارقا لحاجته إلى دق الباب لان الطرق بمعنى الضرب وكثيرا ما يشتد الاوجاع والاسقام ليلا.
(٤) الشقيق : الاخ ، واتصاف الاخ بالشقيق للمبالغة في العطوفة والرحمة. واللادمة : الضارية. والكارثة : الشديدة الشافة. والاونة بفتخ فتشديد. من الان أى التوجع. و المراد بجذبة مكربة جذبات الانفاس عند النزع. والسوقة : من ساق المريض نفسه عند الموت سوقا وسياقا. ومبلسا أى آيسا من أهله. وماله أو من الرجوع إلى الدنيا. و « سلسا » أى