المسألة وإطعام الطعام في المحل (١) قيل : فما الدنيئة؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير. قيل : فيما اللؤم؟ قال : قلة الندى وأن ينطق بالخنى (٢). قيل : فما السماح؟ قال : البذل في السراء والضراء. قيل : فما الشح؟ قال : أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا. قيل : فما الاخاء؟ قال : الاخاء في الشدة والرخاء. قيل : فما الجبن؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو.
قيل : فما الغنى؟ قال : رضى النفس بما قسم لها وإن قل. قيل : فما الفقر؟ قال :
شره النفس إلى كل شئ. قيل : فما الجود؟ قال : بذل المجهود. قيل : فما الكرم؟ قال : الحفاظ في الشدة والرخاء (٣) قيل : فما الجرأة؟ قال : مواقفة الاقران (٤). قيل : فما المنعة؟ قال : الشدة البأس ومنازعة أعز الناس (٥).
قيل : فما الذل؟ قال : الفرق عند المصدوقة (٦). قيل : فما الخرق؟ قال :
مناواتك أميرك ومن يقدر على ضرك (٧). قيل : فما السناء؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح (٨). قيل : فما الحزم؟ قال : طول الاناة والرفق بالولاة والاحتراس
____________________
(١) المحل ـ بالفتح ـ : الشدة والجدب. يقال : زمان ماحل أى مجدب.
(٢) اللؤم ـ مصدر من لؤم الرجل لؤما وملاءمة ـ كان دنى الاصل شحيح النفس فهو لئيم. والندى ـ كعمى ـ : الجود والفضل والخير. والخنى ـ مقصورا ـ : الفحش في الكلام.
(٣) الحفاظ ـ ككتاب ـ : الذب عن المحارم المنع لها والمحافظة على العهد والوفاء والتمسك بالود.
(٤) في بعض النسخ «قيل : فما الجزاء». والمواقفة ـ بتقديم القاف ـ : المحاربة ، يقال : واقفه في الحرب أو الخصومة أى وقف كل منهما مع الاخر.
(٥) المنعة : العز والقوة. ولعل المراد بالبأس والمنازعة : الجهاد في الله أو الهيبة في أعين الناس. وبأعز الناس أقواهم.
(٦) الفرق ـ محركة ـ : الخوف والفزع. والمصدوقة : الصدق.
(٧) المناواة : المعاداة.
(٨) السناء ـ بالمهملة ممدودا ـ : الرفعة.