والصبر ، فثبت السلامة (١) بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم في مبداكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم وقد أصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم.
١١ ـ وقال عليهالسلام : ما أعرف أحدا إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه.
١٢ ـ وقيل له : فيك عظمة فقال عليهالسلام : بل في عزة قال الله : «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين (٢)».
____________________
(١) فيه تصحيف والصحيح «فسلبت السلامة» كما في اسد الغابة ج ٢ ص ١٣ وهذه الخطبة تكشف الغطاء عن سر صلح الامام المجتبى سبط المصطفى عليهما آلاف التحية والثناء. مختارها في هذا الكتاب وكتاب الملاحم والفتن للسيد بن طاووس رحمة الله وتمامها في كتاب اسد الغابة قد يعجبنى ذكرها بنصحها :
قال الجزرى : «أخبرنا أبومحمد القاسم بن على بن الحسن الدمشقى اجازة أخبرنا أبى أخبرنا أبو السعود ، حدثنا أحمد بن محمد بن العجلى ، أخبرنا محمد بن محمد ابن أحمد العكبرى ، أخبرنا محمد بن أحمد بن خاقان ، أخبرنا أبوبكر بن دريد قال :
قام الحسن بعد موت أبيه أميرالمؤمنين فقال بعد حمد الله عزوجل : انا والله ماثنانا عن أهل الشأم شك ولا ندم وانما كنا نقاتل أهل الشأم بالسلامة والصبر ، فسلبت السلامة بالعداوة ، والصبر بالجزع ، وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم ، فاصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ، ألا وانا لكم كما كنا ولستم لنا كما كنتم ، ألا وقد اصبحتم ، بين قتيلين قتيل بصفين تبكون له ، وقتيل بالنهروان تطلبون بثاره ، فاما الباقى فخاذل ، وأما الباكى فثائر ، ألا وان معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزولا نصفة ، فان اردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عزوجل بظباء السيوف ، وان أردتم الحياة قبلناه واخذنا لكم الرضى». فناداه القوم من كل جانب : البقية البقية فلما أفردوه امضى الصلح ». انتهى ، وقوله : « البقية البقية » تحذير يعنى احفظ البقية.
(٢) المنافقون : ٨. وفى نسخة «فيكم» مكان «فيك». ورواه الساروى في المناقب وفيه : «فيك عظمة».