المؤمنين.
واعلموا أن الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين إلا ذكره بخير فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته فإن الله لا يدرك شئ من الخير عنده إلا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه فإن الله تبارك وتعالى قال في كتابه ـ وقوله الحق ـ «وذروا ظاهر الاثم وباطنه (١)» واعلموا أن ما أمر الله به أن تجتنبوه فقد حرمه ، واتبعوا آثار رسول الله صلىاللهعليهوآله وسنته ، فخذوا بها ، ولا تتبعوا أهواءكم وآراء كم فتضلوا فإن أضل الناس عندالله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم «فإن أحسنتم أحسنتم لانفسكم وإن أسأتم فلها» وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم ، تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم (٢) وإياكم وسب أعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم ، وقد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم الله كيف هو؟ إنه من سب أولياء الله فقد انتهك سب الله ، ومن أظلم عند الله ممن استسب لله ولاوليائه ، فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال : أيتها العصابة الحافظ الله لهم أمرهم عليكم بآثار رسول الله صلىاللهعليهوآله وسنته وآثار الائمة الهداة من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله من بعده وسنتهم ، فإنه من أخذ بذلك فقد اهتدى ، ومن ترك ذلك ورغب عنه ضل ، لانهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم ، وقد قال أبونا رسول الله صلىاللهعليهوآله : المداومة على العمل في اتباع الاثار والسنن وإن قل أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع
____________________
(١) الانعام : ١٢٠
(٢) جواب للامر أى انكم اذا جاملتم الناس عشتم مع الامن وعدم حمل الناس على رقابكم بالعمل بطاعة ربكم فيما أمركم به من التقية. في بعض نسخ المصدر «تجمعون» فيكون حالا عن ضميرى الخطاب أى ان أجمعوا طاعة الله مع المجاملة ، لا بأن تتابعوهم في المعاصى وتشاركوهم في دينهم بل بالعمل بالتقية فيما أمركم الله فيه بالتقية (قاله المؤلف).