خير وأعظم أجرا من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام «إياكم وإعسار أحد من إخوانكم المسلمين أن تعسروه (١) بالشئ يكون لكم قبله وهو معسر ، فإن أبانا رسول اله صلىاللهعليهوآله كان يقول : « ليس للمسلم أن يعسر مسلما ، ومن أنظر معسرا أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ».
وإياكم أيتها العصابة المرحومة المفضلة على من سواها وحبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم ، وساعة بعد ساعة ، فإنه من عجل حقوق الله قبله كان الله أقدر على التعجيل له إلى مضاعفة الخير في العاجل والاجل ، وإنه من أخر من حقوق الله قبله كان الله أقدر على تأخير رزقه ، ومن حبس الله رزقه لم يقدر أن يرزق نفسه ، فأدوا إلى الله حق ما رزقكم يطيب الله لكم بقيته ، وينجز لكم ما وعدكم من مضاعفته لكم الاضعاف الكثيرة التي لا يعلم عددها ولاكنه فضله إلا الله رب العالمين.
وقال : اتقوا الله أيتها العصابة وإن استطعتم ألا يكون منكم محرج الامام (٢)
____________________
(١) عسر الغريم يعسره : طلب منع على عسرته. كأعسره. (القاموس)
(٢) «محرج الامام» في الصحاح : أحرجه اليه : ألجأه. وفيه : سعى به إلى الوالى اذا وشى به يعنى نمه وذمه عنده. وقال المؤلف : الظاهر أن المراد لا تكونوا محرج الامام أى بأن تجعلوه مضطرا إلى شئ لا يرضى به ، ثم بين عليهالسلام بان المحرج هو الذى يذم أهل الصلاح عند الامام ويشهد عليهم بفساد وهو كاذب في ذلك فيثبت ذلك بظاهر حكم الشريعة عند الامام فيلزم الامام أن يلعنهم فاذا لعنهم. وهم غير مستحقين لذلك تصير اللعنة عليهم رحمة وترجع اللعنة إلى الواشى الكاذب الذى ألجأ الامام إلى ذلك ، أو المراد أنه ينسب الواشى إلى أهل الصلاح عند الامام شيئا بمحضر جماعة يتقى منهم الامام فيضطر الامام إلى أن يلعن من نسب اليه ذلك تقية ، ويحتمل أن يكون المراد أن محرج الامام هو من يسعى بأهل الصلاح إلى أئمة الجور ويجعلهم معروفين عند أئمة الجور بالتشيع فيلزم أئمة الحق لرفع الضرر عن أنفسهم وعن أهل الصلاح أن يلعنوهم ويتبرؤوا منهم فيصير اللعنة إلى الساعين وأئمة الجور معا وعلى هذا المراد باعدء الله أئمة الجور. وقوله : « اذا