نفسك ، لا تقل لغيرك يبعث إليك بما يصلحك.
١١٢ ـ أقول : روى الشهيد الثاني ـ رحمهالله ـ (١) بإسناده عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن سليمان النوفلي قال : كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام قال : فإذا بمولى لعبدالله النجاشي قد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ففضة وقرأه فإذا أول سطر فيه بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاء سيدي وجعلني من كل سوء فداءه ولا أراني فيه مكروها فانه ولي ذلك والقادر عليه ، إعلم سيدي ومولاي إني بليت بولاية الاهواز فإن رأى سيدي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثلا لاستدل به على ما يقر بني إلى الله عزوجل وإلى رسوله ويلخص في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما بذله وابتذله وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها وبمن آنس وإلى من أستريح ومن أثق وآمن وألجأ إليه في سري؟ فعسى أن يخلصني الله بهدايتك ودلالتك ، فانك حجة الله على خلقه ، وأمينه في بلاده لا زالت نعمته عليك.
قال عبدالله بن سليمان فأجابه أبوعبدالله عليهالسلام :
بسم الله الرحمن الرحيم جا ملك الله بصنعه ، ولطف بك بمنه ، وكلاك برعايته ، فانه ولي ذلك. أما بعد فقد جاء إلي رسولك بكتابك فقرأته ، وفهمت جميع ما ذكرته ، وسألت عنه ، وزعمت أنك بليت بولاية الاهواز فسرني ذلك و ساءني ، وساخبرك بما ساءني من ذلك ، وما سرني إن شاء الله تعالى فأما سروري بولايتك فقلت : عسى أن يغيث الله بك ملهوفا خائفا من أولياء آل محمد صلىاللهعليهوآله ويعز بك ذليلهم ويكسو بك عاريهم ، ويقوي بك ضعيفهم ، ويطفئ بك نار المخالفين عنهم ، وأما الذي ساءني من ذلك فان أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس ، فاني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به ، ولم تجاوزه
____________________
(١) كتاب الغيبة الملحق بكشف الفوائد ص ٢٦٤ وقد مر بعضه في مواعظ النبى صلىاللهعليهوآله ج ٧٧ ص ١٨٩ مع اختلاف في بعض الموارد. والظاهر المنقول ههنا من نسخة وهنالك من نسخة اخرى وكان فيهما اختلاف.