٥١ ـ من كتاب مطالب السؤول (١) لمحمد بن طلحة من كلام أميرالمؤمنين عليهالسلام : ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم إن من صرحت (٢) له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن تقحم الشبهات ، ألا وإن الخطايا خيل شمس (٣) حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار ، ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها واعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة. حق وباطل ولكل أهل ، فلئن أمر الباطل (٤) لقديما فعل ، ولئن قل الحق فلربما ولعل ولقلما أدبر شئ فأقبل.
لقد شغل من الجنة والنار أمامه. ساع سريع نجا ، وطالب بطئ رجا ، ومقصر في النار هوى ، اليمين والشمال مضلة (٥) والطريق الوسطى هي الجادة ، عليها باقي الكتاب (٦) وآثار النبوة ، ومنها منفذ السنة ، وإليها مصير العاقبة ، هلك من ادعى ، وخاب من افترى ، وخسر من باع الاخرة بالاولى ، ولكل نبأمستقر وكل ما هو آت قريب.
٥٢ ـ ومنه : (٧) لقد جاهرتكم العبر ، وزجرتم بمافيه مزدجر ، وما يبلغ عن الله بعد رسل الله إلا البشر ، ألا وإن الغاية أمامكم ، وإن وراءكم الساعة ، تحدوكم تخففوا تلحقوا ، فانما ينتظر بأولكم آخركم (٨).
____________________
(١) المصدر ص ٢٨.
(٢) الزعيم : الضامن. والتصريح : كشف الامر وانكشافه.
(٣) الشموس : معرب جموش.
(٤) أمر يأمر ـ من باب تعب ـ : كثر.
(٥) أى طرفى الافراط والتفريط.
(٦) هو مايبقى من أثر مشيه وموضع قدمه كانه مشى على الطريق الوسطى. وقيل باقى الكتاب هو مالم ينسخ منه لكن الاول هو الصواب.
(٧) مطالب السؤول ص ٣٣.
(٨) تحدوكم أى تسوقكم. وقوله «تخففوا تلحقوا» أى تخففوا بالقناعة وترك الحرص أو كناية عن عدم الركون الي الدنيا واتخاذها دارممر لادار مقر. والانتظار بالاول كناية