وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى |
|
عرفت له حق التقدم والفضل |
قال المأمون : من قائله؟ قلت : بعض فتياننا قال : فأنشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل ، فقلت :
إني ليهجرني الصديق تجنبا |
|
فاريه أن الهجرة أسبابا |
وأراه إن عاتبته أغريته |
|
فأرى له ترك العتاب عتابا |
وإذا ابتليت بجاهل متحلم |
|
يجد المحال من الامور صوابا |
أوليته عني السكوت وربما |
|
كان السكوت عن الجواب جوابا |
فقال : من قائله؟ قلت بعض فتياننا.
ومن كتاب النزهة قال : مولينا الرضا عليهالسلام من رضي من الله عزوجل بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل ، من كثرت محاسنه مدح بها واستغنى التمدح بذكرها (١) من شبه الله بخلقه فهو مشرك ، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر به ، من لم تتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه وانتظر به أن يصلحه شر ، ومن طلب الامر من وجهه لم يزل ، وإن زل لم تخذله الحيلة ، لا يعدم المرء دائرة الشر مع نكث الصفقة ، ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع البغي. الناس ضربان بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد ، طوبى لمن شغل قلبه بشكر النعمة ، لا يختلط بالسلطان في أول اضطراب الامور يعني أول المخالطة (٢) القناعة تجمع إلى صيانة النفس وعز القدرة وطرح مؤونة الاستكثار ، والتعبد لاهل الدنيا ، ولا يسلك طريق القناعة إلا رجلان إما متعبد يريد أجر الاخرة أو كريم يتنزه عن لئام الناس.
كفاك من يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة ، الاسترسال بالانس يذهب المهابة.
وقال عليهالسلام للحسن بن سهل في تغريته : التهنية بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة.
وقال عليهالسلام : من صدق الناس كرهوه ، المسكنة مفتاح البؤس ، إن للقلوب
(١) و (٢) كذا.