سمع عبادة بن الصامت يقول (١) :
من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته ، فإنّ الملائكة الذين يسكنون في الهواء يصلّون بصلاته ويستمعون لقراءته ، وإنّه يطرد بجهر قراءته عن داره وما حولها فسّاق الشياطين ومردة الجن ، وما من رجل يتعلم كتاب الله عن ظهر قلبه يريد به وجه الله ، ثم يصلي من الليل ساعة معلومة إلا أمرت الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن : كوني عليه خفيفة ونبهيه للساعة ، فإذا مات صور القرآن صورة حسنة جميلة طيبة ، ثم جاء فوقف على رأسه ، وأهله يغسلونه لا يفارقه حتى يفرغ من جهازه ، فإذا وضع على سريره ، جاء فدخل حتى يكون على صدره دون الكفن ، فإذا وضع في لحده وتولى عنه أصحابه وجاءه منكر ونكير ، جاءه حتى يكون بينه وبينهما فيقولان : إليك حتى نسأله فيقول : كلا وربّ الكعبة ، إنه لصاحبي وخليلي ، ولست بالذي أفارقه على حال ، فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما به ، ودعاني مكاني ، فإني لا أفارقه حتى أدخله الجنة ، قال : فينظر القرآن إلى صاحبه فيقول : اسكن وأبشر ، فإنّك ستجدني من الجيران جار صدق ، ومن الأصحاب / ٨٢ أ / صاحب صدق ، ومن الأخلاء خليل صدق ، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا القرآن الذي كنت تجهر بي وتخفي ، وتسر بي وتعلن ، وكنت تحبني فأنا أحبك اليوم ، ومن أحببته أحبّه الله ، وليس عليك بعد منكر ونكير غمّ ولا همّ ولا هول ، فإذا سألاه منكر ونكير ، وصعدا عنه بقي هو والقرآن في القبر فيقول له القرآن : ألا أفرشك فراشا لينا ، ومهادا ؛ يعني
__________________
(١) رواه ابن الأنباري في الإيضاح عن الكديمي ١ / ٨ ، عن يونس بن عبيد الله العمري ، عن داود ، وفي روايته اختلاف في بعض اللفظ في التقديم والتأخير ، وكذلك في فضائل القرآن لأبي عبيد ق ١٠٠ ، وفي تنزيه الشريعة ١ / ٢٩١ وفيه : « أخرجه الحارث في مسنده وابن أبي الدنيا في التهجد ، وابن الضريس في فضائل القرآن ، وابن نصر في كتاب الصلاة ، كلهم من حديث داود ، وله شاهد من حديث معاذ بن جبل ، وفيه انقطاع ». وقال في جامع الأحاديث ٩ / ٣٣٦ : رواه البزار عن معاذ بن جبل.