« جاء عمر إلى النّبي صلّى الله عليه وسلم ومعه جوامع من التوراة فقال : مررت على أخ لي من قريظة يكتب لي جوامع من التوراة ، أفلا أعرضها عليك؟ قال : فتغيّر وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقلت : أما ترى ما بوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟! فقال عمر : رضيت بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد صلّى الله عليه وسلم رسولا ، قال : فذهب ما كان بوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو أنّ موسى عليهالسلام أصبح فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين » (١).
باب فيمن قال : القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة
٩١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا عبد الله بن نمير ، قثنا محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول :
« يمثل القرآن يوم القيامة رجلا ، فيؤتى بالرّجل قد حمله / ٧٧ أ / فخالف أمره ، فينتتل (٢) له خصما فيقول : يا رب ، حملته إياي ، فبئس حامل تعدى حدودي ، وضيّع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي ، فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال : فشأنك ، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه (٣) على منخره في النار ، ويؤتى بالرجل الصالح قد كان حمله وحفظ أمره ، فينتتل خصما دونه فيقول : يا رب حملته إياي فحفظ حدودي ، وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي ، فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال له : شأنك به ، فيأخذ بيده
__________________
(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٤ / ٢٦٥
(٢) ينتتل خصما له : أي يتقدم ويستعد لخصامه. اللسان / نتل. والنهاية في غريب الحديث ٤ / ١٣٢
(٣) كبه : أي قلبه على وجهه. اللسان / كبب.