( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) (١). وقال : « إني أخّرت دعوتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة ». قال : فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ، ونطقنا به ورجونا (٢).
باب ما يقرأ به الأعرابي الجاهل بالقرآن
٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا نصر بن علي الجهضمي قال : خبّرني أبي ، عن شعبة ، عن أبي بلج ، عن أبي صالح ، عن عمرو بن ميمون ، عن عائشة :
أنّهم كانوا في سفر ، فصلى بهم أعرابي فقال : ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى ، أخرج منها صبيا يسعى ، بين الصّفاق (٣) والحشا (٤) ، أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى. ألا بلى ، ألا بلى. فقالت / ٦٥ أ / عائشة : لا آب غازيكم ولا زالت نساؤكم في رنّة (٥).
١٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سليمان بن حرب ، قثنا شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن عمرو بن ميمون (٦) :
أنّ معاذا لما قدم اليمن صلى بهم الصّبح فقرأ ( وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) (٧) فقال رجل من القوم : لقد قرّت عين أمّ إبراهيم (٨).
__________________
(١) سورة النساء : ٤ / ٤٨
(٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٥ : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حرب بن سريج وهو ثقة. وانظر كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ١٦٩ وقال : أخرجه ابن الضريس وأبو يعلى وابن المنذر وابن عدي بسند صحيح
(٣) الصفاق : جلدة رقيقة تحت الجلد الأعلى وفوق اللحم. النهاية في غريب الحديث ٢ / ٢٩١
(٤) الحشا : الأمعاء. النهاية في غريب الحديث ١ / ٢٦٥
(٥) الرنة : الصيحة الحزينة. ويقال : أرنت المرأة في نوحها. اللسان / رنن
(٦) انظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٢٣٠ وفيه : أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري وابن الضريس
(٧) سورة النساء : ٤ / ١٢٥
(٨) رواه البخاري في المغازي : باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع