١١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سهل بن بكار الدارمي ، عن أبان بن يزيد العطار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي قال :
صليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فعطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، قال : فقلت : واثكل أمّياه (١) ما لكم تنظرون إليّ في الصلاة. فضربوا بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمّتونني ، لكني سكتّ ، فلمّا صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعاني فبأبي هو وأمي ما رأيت معلّما أحسن تعليما منه ما سبّني ولا كهرني (٢) ولا ضربني قال :
« إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التكبير والتسبيح وقراءة القرآن والتحميد » أو كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (٣).
١٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن مرزوق قال : أنبا شعبة / ٦٥ ب / عن أبي إسحاق ، عن رجل :
أنّ عبد الله أتى مكة ، فمر بأعرابي وهو يصلي وهو يقول : نحجّ بيت ربنا ، قال في كلام له أحسبه : قال عبد الله : ( ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ ) (٤).
__________________
(١) قال محقق صحيح مسلم ١ / ٣٨١ : واثكل بالفتح والضم : لغتان كالبخل والبخل ، حكاه الجوهري ، وهو فقدان المرأة ولدها. وامرأة ثكلى وثاكل ، وثكلته أمه ، وأثكله الله تعالى أمه. أي : وافقد أمي إياي فإني هلكت ، فـ ( وا ) كلمة تختص في النداء بالندبة ، وثكل أمياه مندوب. ولكونه مضافا منصوب ، وهو مضاف إلى أم المكسورة الميم لإضافته إلى ياء المتكلم الملحق بآخره الألف والهاء. وهذه الألف تلحق المندوب لأجل مد الصوت به إظهارا لشدة الحزن. والهاء التي بعدها هي هاء السكت ولا تكونان إلا في الآخر
(٢) كهرني : الكهر : الزّبر والنّهر ، كهره : إذا زبره ونهره. اللسان / كهر
(٣) رواه مسلم رقم ٥٣٧ في المساجد ، باب تحريم الكلام في الصلاة ، وأبو داود رقم ٩٣٠ و ٩٣١ في الصلاة ، باب تشميت العاطس في الصلاة ، والنسائي ٣ / ١٤ ـ ١٨ في السهو
(٤) سورة ص ٣٨ / ٧