أنّه كان إذا أراد أن يختم القرآن من آخر النهار أخّره إلى أن يمسي ، وإذا أراد أن يختمه من آخر اللّيل أخّره إلى أن يصبح.
٨٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عبد الأعلى بن حماد ، قثنا وهيب قال : أنبا ابن عون ، عن إبراهيم (١)
أنّ عمر بلغه أنّ رجلا كتب كتاب دانيال ، قال : فكتب إليه يرتفع إليه قال : فلما قدم عليه جعل عمر يضرب بطن كفه بيده ويقول : ( الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) (٢) فقال عمر : أقصص أحسن من كتاب الله؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، اعفني فو الله لأمحونه (٣).
٨٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى بن إسماعيل ، قثنا جرير ، عن الحسن :
« أنّ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال : يا رسول الله ، إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا / ٧٦ ب / وقد هممنا أن نكتبها ، فقال : يا بن الخطاب ، أمتهوكون (٤) أنتم كما تهوّكت اليهود والنّصارى ، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، ولكني أعطيت جوامع الكلم ، واختصر لي الحديث اختصارا » (٥).
٩٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا محمد بن كثير قال : أنبا سفيان ، عن جابر ، عن الشّعبي ، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال :
__________________
(١) هو إبراهيم النخعي ، انظر الدر المنثور ٤ / ٣
(٢) سورة يوسف : ١٢ / ١ ـ ٣
(٣) قال السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣ : أخرجه عبد الرزاق في المصنف وابن الضريس.
(٤) معناه : أمتحيرون أنتم في الإسلام حتى تأخذوه من اليهود؟ انظر اللسان / هوك. والنهاية في غريب الحديث ٤ / ٢٧٥
(٥) رواه الإمام أحمد في المسند بنحوه ٣ / ٣٨٧