والذي ليس من طبيعته ذلك فإما أن يكون قد يتكثر من وجه آخر ، وإما أن لا يكون. مثل الأول : الواحد بالعدد من الناس ، فإنه لا يتكثر من حيث طبيعته ، أي من حيث هو إنسان إذا قسم ، لكنه قد (١) يتكثر من جهة أخرى إذا قسم إلى نفس وبدن ، فيكون له نفس وبدن وليس واحد منهما بإنسان.
وأما الذي لا يكون فهو على قسمين : إما أن يكون موجودا له ـ مع أنه شيء ليس بمنقسم ـ طبيعة أخرى ، وإما أن لا يكون. فإن كان موجودا له (٢) مع ذلك طبيعة أخرى فإما أن تكون تلك الطبيعة هي الوضع وما يناسب الوضع ، فتكون نقطة والنقطة لا منقسمة من حيث هي نقطة ولا من جهة أخرى ، وهناك طبيعة غير الوحدة المذكورة ، وإما أن لا يكون الوضع وما يناسبه ، فيكون مثل العقل والنفس ، فإن العقل له وجود غير الذي يفهم من أنه (٣) لا ينقسم ، وليس ذلك الوجود (٤) بوضع ، وليس ينقسم في طبيعته (٥) ولا في جهة أخرى. وأما الذي لا يكون هناك طبيعة أخرى فكنفس (٦) الوحدة التي (٧) هي مبدأ العدد ، أعني التي إذا أضيف إليها غيرها صار مجموعهما عددا.
فمن هذه الأصناف (٨) من الوحدة ما لا ينقسم (٩) مفهومه في الذهن ، فضلا عن قسمة مادية أو مكانية (١٠) أو زمانية.
ولنعد القسم الذي يتكثر أيضا من حيث (١١) الطبيعة الواحدة بالوحدة ومن حيث الاتصال ، فمن ذلك أن يكون تكثره في الطبيعة التي هي لذاتها معدة لكثرة عن الوحدة ، وهذا هو المقدار ، ومن ذلك أن يكون تكثره في طبيعة
__________________
(١) قد : ساقطة من م
(٢) له : ساقطة من ج ، د ، م
(٣) من أنه : منه طا
(٤) الوجود : الموجود م
(٥) طبيعته : طبيعة ج ، د ، ص ، ط
(٦) فكنفس : كنفس ط
(٧) التي : الذي د
(٨) الأصناف : الاتصاف د
(٩) ما لا ينقسم : لا ينقسم ج ، ط
(١٠) أو مكانية : مكانية م
(١١) حيث : + له م.