إنما لها الوحدة المعدة للتكثر بسبب غير نفسها ، وذلك هو الجسم البسيط مثل الماء. فإن هذا الماء واحد بالعدد وهو ماء وفي (١) قوته أن يصير مياها كثيرة بالعدد لا لأجل المائية ، بل لمقارنة السبب الذي هو المقدار. فتكون تلك المياه الكثيرة بالعدد واحدة بالنوع وواحدة (٢) أيضا بالموضوع ، لأن من طبع موضوعها أن تتحد بالفعل واحدا بالعدد.
ولا كذلك أشخاص الناس ، فإنها ليس من شأن عدة موضوعات منها أن يتحد موضوع إنسان واحد نعم كل واحد منها واحد بموضوعه الواحد ، ولكن ليس المجتمع من الكثرة واحدا بالموضوع ، وليس حاله حال كل قطعة من الماء ، فإنها واحدة في نفسها بموضوعها (٣).
والجملة يقال إنها واحدة في الموضوع ، إذ من شأن موضوعاتها أن تتحد موضوعا واحدا بالاتصال (٤) ، فيكون جملتها حينئذ ماء واحدا.
لكن (٥) كل واحد من هذين القسمين إما أن يكون حاصلا فيه (٦) جميع ما يمكن أن يكون له أو لا يكون ، فإن كان فهو تام (٧) وواحد بالتمام ، وإن لم يكن فهو كثير ، ومن عادة الناس أن يجعلوا الكثير غير الواحد (٨). وهذه الوحدة (٩) التمامية (١٠) إما أن تكون بالفرض والوهم (١١) والوضع كدرهم تام ودينار تام ، وإما أن تكون بالحقيقة. وذلك إما بالصناعة كالبيت التام ، فإن البيت الناقص لا يقال له بيت واحد. وإما بالطبيعة كشخص إنسان واحد تام الأعضاء.
__________________
(١) وهو ماء وفى : مآ فى ب ؛ وما فى د ؛ ماء وفى ص ، م
(٢) وواحدة : ووحدة د
(٣) بموضوعها : لموضوعها د ؛ بموضوعه ج
(٤) بالاتصال : ساقطة من د ، ص ، م
(٥) لكن : ولكن ب
(٦) فيه : فى ط
(٧) تام : التمام د
(٨) الواحد : واحد د ، ص ، م
(٩) الوحدة : ساقطة من ج
(١٠) التمامية : التامة م
(١١) والوهم : ساقطة من د ، ص ، م.