فهي لا محالة عرض بالمعنى الآخر ، إذ هو موجود في الجوهر وليس كجزء منه ولا يصح (١) قوامه مفارقا له.
فلننظر الآن في الوحدة الموجودة في كل جوهر التي ليست بجزء منه مقومة (٢) له ، هل يصح قوامها مفارقة (٣) للجوهر؟
فنقول : إن هذا مستحيل ، وذلك لأنها إن قامت وحدة مجردة لم يخل إما أن تكون مجرد أن لا تنقسم وليس هناك طبيعة هي المحمول عليها أنها لا تنقسم ، أو تكون هناك طبيعة أخرى. والقسم الأول محال ، فإنه لا أقل من أن يكون هناك وجود ، ذلك الوجود لا ينقسم ، فإن كان ذلك الوجود لا محالة معنى غير الوحدة وأنه لا ينقسم ، فإما أن يكون ذلك الوجود (٤) جوهرا أو يكون عرضا ، فإن كان عرضا فالوحدة في عرض (٥) لا محالة ثم في جوهر ، وإن كان جوهرا ـ والوحدة (٦) لا تفارقه ـ فهي موجودة فيه وجود ما في الموضوع ، وإن كانت مفارقة (٧) ، تكون الوحدة ـ إذا فارقت ذلك الجوهر ـ يكون لها جوهر آخر تصير إليه وتقارنه (٨) إذا (٩) فرض وجودها مقارنة لجوهرية ، ويكون ذلك الجوهر ـ لو لم تصر إليه هذه (١٠) الوحدة ـ لم تكن له وحدة (١١) ، وهذا محال. أو تكون له وحدة كانت ووحدة لحقت ، فتكون له وحدتان لا وحدة (١٢) ، فيكون جوهران لا جوهر واحد ، لأن ذلك الجوهر واحدان ، وهذا محال. وأيضا فإن كانت كل وحدة في جوهر آخر ، فأحد (١٣) الجوهرين لم تنتقل إليه الوحدة
__________________
(١) ولا يصح : لا يصح ط
(٢) مقومة : مقوم ب ، ج ، ط ، م
(٣) مفارقة : مفارقا ب ، ج ، د ، ط ، م
(٤) الوجود : الموجود ص
(٥) عرض : العرض ب ، ج ، د ، ط
(٦) والوحدة : فالوحدة ج ، ط
(٧) مفارقة : مفارقة ص ، ط
(٨) وتقارنه :
وتفارقه هامش ص ، م
(٩) إذا : وإذ م
(١٠) هذه : ذلك ط
(١١) لم تكن له وحدة : ساقطة من د
(١٢) لا وحدة : ساقطة من د ، م. (١٣) فأحد : وأحد م.