وجعلوا مرتبة التمام (١) لعقل (٢) من العقول المفارقة الذي (٣) هو في أول وجوده بالفعل لا يخالطه (٤) ما بالقوة ، ولا ينتظر (٥) وجودا آخر يوجد عنه ، فإن كل (٦) شيء آخر ، فذلك أيضا من الوجود الفائض من الأول.
وجعلوا دون التمام شيئين : المكتفي والناقص. والمكتفي هو الذي أعطي ما به يحصل كمال نفسه في ذاته ، والناقص المطلق هو الذي يحتاج إلى آخر يمده الكمال بعد الكمال. مثال المكتفي : النفس النطقية التي للكل ، أعني السماوات ، فإنها بذاتها تفعل الأفعال التي لها (٧) وتوجد الكمالات التي يجب أن يكون لها شيء بعد شيء لا تجتمع كلها دفعة واحدة (٨) ، ولا تبقى أيضا دائما إلا ما كان من كمالاتها التي في جوهرها وصورتها ، فهو لا (٩) يفارق ما بالقوة وإن كان فيه مبدأ يخرج (١٠) قوته إلى الفعل ، كما تعلم هذا بعد. وأما الناقص فهو مثل هذه الأشياء التي في الكون والفساد.
ولفظ (١١) التمام ولفظ الكل ولفظ الجميع تكاد أن تكون متقاربة الدلالة. لكن التمام (١٢) ليس من شرطه أن يحيط بكثرة بالقوة أو بالفعل. وأما الكل فيجب أن يكون لكثرة (١٣) بالقوة أو بالفعل ، بل الوحدة في كثير من الأشياء هو الوجود الذي ينبغي له (١٤). وأما التمام في الأشياء ذوات المقادير والأعداد فيشبه أن يكون هو بعينه الكل في الموضوع. فالشيء « تام » من حيث إنه لم يبق شيء خارجا عنه وهو « كل » لأن ما يحتاج إليه حاصل فيه فهو بالقياس إلى الكثرة الموجودة المحصورة فيه « كل » وبالقياس إلى ما لم يبق (١٥) خارجا وعنه « تام ».
__________________
(١) التمام : التمام م
(٢) لعقل : للعقل ب ، ح ، ص ، ط ، م
(٣) الذي : التي ص ، ط
(٤) لا يخالطه : لا مخالطة م
(٥) ولا ينتظر : ولا ينتظر د
(٦) كل : كان ب ، ج ، د ، م
(٧) لها : بها ج
(٨) واحدة : واحدا ط. (٩) فهولا : فلا ط
(١٠) يخرج : لحرج د. (١١) ولفظ : فلفظ د
(١٢) ولفظ الكل ... التمام : ساقطة من م
(١٣) لكثرة : الكثرة د ؛ للكثرة ص
(١٤) له : ساقطة من ط. (١٥) يبق : + شىء د ، م.