بالمواد فلتجرده ، وأما بالأعراض فلأن الأعراض إما أن تكون لازمة للطبيعة فلا تختلف فيها الكثرة بحسب (١) النوع وإما أن تكون عارضة غير لازمة للطبيعة فيكون عروضها بسبب يتعلق بالمادة ، فيكون حق مثل هذا إذا كان نوعا موجودا (٢) ، أن يكون واحدا بالعدد. وما كان منها محتاجا إلى المادة فإنما يوجد مع أن توجد المادة مهياة فيكون وجوده مستلحقا به (٣) أعراضا وأحوالا خارجة يتشخص بها (٤) ، وليس يجوز أن تكون طبيعة واحدة مادية وغير مادية ، وقد عرفت هذا في خلال ما علمت. وأما إن كانت هذه الطبيعة جنسية فسنبين أن طبيعة الجنس محال أن تقوم إلا في الأنواع ثم يقوم قوام الأنواع. فهذه حال وجود الكليات.
وليس يمكن أن يكون معنى (٥) هو بعينه موجودا في كثيرين ، فإن الإنسانية التي في عمرو إن كانت بذاتها لا بمعنى الحد موجودة في زيد ، كان ما يعرض لهذه الإنسانية في زيد لا محالة يعرض لها وهي في عمرو ، إلا ما كان من العوارض ماهيته معقولة بالقياس إلى زيد. وأما ما (٦) كان يستقر في ذات الإنسان ليس استقراره فيه محوجا إلى أن يصير مضافا مثل أن يبيض أو يسود (٧) أو يعلم ، فإنه إذا علم لم يكن به مضافا إلا إلى المعلوم. ويلزم من هذا أن تكون ذات واحدة قد اجتمع فيها الأضداد وخصوصا إن كان حال الجنس عند الأنواع حال النوع عند الأشخاص ، فتكون ذات واحدة هي موصوفة بأنها ناطقة وغير ناطقة ، وليس يمكن أن يعقل من له جبلة سليمة أن إنسانية (٨) واحدة (٩) اكتنفتها (١٠) أعراض عمرو وإياها (١١) بعينها اكتنفت (١٢)
__________________
(١) بحسب : تحت ص ، م
(٢) موجودا : ساقطة من ج ، د ، ص ، م ؛ + بوجود ج ، د ، ص ، ط ، م
(٣) به : ساقطة من د
(٤) بها : به ج
(٥) معنى : + واحد ط
(٦) وأما ما : ساقطة من ط
(٧) أو يسود : ويسود د ، م
(٨) أن إنسانية : أن الإنسانية ج ؛ الإنسانية د
(٩) واحدة : + واحدا د
(١٠) اكتنفتها : اكتنفها ج ، د ، ص ، ط
(١١) وإياها : إياها ط
(١٢) اكتنفت : اكتنف ج ، د ، ص ، ط ، م.