من حيث هي كذلك فهي شخصية لا محالة ، والنفس نفسها تتصور أيضا كليا آخر يجمع (١) هذه الصورة ، وأخرى في تلك النفس أو في نفس غيرها ، فإنها كلها من حيث هي في النفس تحد بحد واحد.
وكذلك قد توجد اشتراكات أخرى ، فيكون الكلي الآخر يمايز هذه الصورة بحكم له خاص وهو نسبته إلى أمور في النفس ، وهذه إنما كانت نسبتها الجاعلة إياها كلية هي إلى أمور من خارج على وجه أن أي تلك الخارجات سبقت إلى الذهن فجائز أن يقع عنها (٢) هذه الصورة بعينها. وإذا (٣) سبق واحد فتأثرت النفس منه بهذه الصفة لم يكن لما خلاه تأثير جديد إلا بحكم هذا الجواز المعتبر ، فإن هذا الأثر هو مثل صورة السابق قد جرد عن العوارض وهذا هو المطابقة. ولو كان بدل أحد هذه المؤثرات أو المؤثر (٤) بها شيء غير تلك (٥) الأمور المعروفة (٦) وغير مجانس لها لكان الأثر غير هذا الأثر ، فلا يكون مطابقة.
وأما الكلي الذي في النفس بالقياس إلى هذه الصور التي (٧) في النفس ، فهذا الاعتبار (٨) له بحسب القياس إلى أي صورة سبقت من هذه الصور (٩) التي في النفس إلى النفس. ثم هذه أيضا تكون صورة شخصية من حيث هي على ما قلناه ، ولأن في قوة النفس أن تعقل ، وتعقل أنها عقلت ، وتعقل أنها عقلت أنها عقلت (١٠) ، وأن تركب إضافات في إضافات ، وتجعل للشيء الواحد أحوالا مختلفة من المناسبات إلى غير النهاية بالقوة. فيجب أن لا تكون لهذه الصور العقلية المترتب (١١) بعضها على بعض وقوف ، ويلزم أن تذهب إلى غير النهاية ، لكن تكون بالقوة لا بالفعل.
__________________
(١) يجمع : بجميع ج ، ط
(٢) عنها : + فيه ج ، د ، ص ، ط
(٣) وإذا : فإذا ط
(٤) أو المؤثر : والمؤثر ب
(٥) تلك : ذلك ص
(٦) المعروفة : المفروضة ج ، ص
(٧) التي : ساقطة من م
(٨) فهذا الاعتبار : فهذه الاعتبارات د
(٩) الصور : الصورة د
(١٠) وتعقل أنها عقلت أنها عقلت : ساقطة من د ؛ وأنها عقلت ص ؛ وتعقل أنها عقلت ج ، ط
(١١) المترتب : المرتبة د ، ص ؛ المرتبة ط ، م.