وأما الشبهة التي تعرض من جهة أنه إذا أخذ من العناصر ما جرت به العادة بأن (١) يقال : إن الشيء منه دون ما لم تجر به العادة (٢) ، فالجواب عن تلك الشبهة هو أنه ليس تتغير أحكام الأشياء من جهة الأسماء ، ولكن (٣) يجب أن يقصد المعنى ، فلنقصد ولنعرف (٤) الحال فيه فنقول :
إن العنصر أو الموضوع (٥) الذي يكون منه الشيء إذا كان يتقدمه في الزمان ، فإن له من جهة تقدمه له (٦) خاصية لا تكون مع حصوله له ، وهي الاستعداد القوى ، وإنما يتكون (٧) الجوهر منه لأجل استعداده لقبول صورته. وأما إذا زال الاستعداد بالخروج إلى الفعل وجد الجوهر وكان محالا أن يقال إنه متكون منه.
فإذا لم يكن له من جهة الاستعداد اسم ، بل أخذ له اسمه الذي لذاته الذي يكون له أيضا عند ما لا يجوز أن يكون منه الشيء (٨) ، لم يكن هو الاسم الذي يتعلق بمعناه التكون ، فإن لم يكن له (٩) من جهة الاستعداد اسم (١٠) ، لم يمكن أن يقال باللفظ وإن كان المعنى حاصلا في الوجود ، وإذا كان المعنى الذي يكون للمسمى حاصلا في غير المسمى كان حكمه في المعنى حكم ذلك ، وإن (١١) كان (١٢) عدم الاسم يمنع أن يكون (١٣) حكمه في اللفظ حكم ذلك.
فإذا أخذنا القول الذي يكون لذلك الاسم لو كان موضوعا أمكننا حينئذ أن نقول في كل شيء : إنه يكون من العنصر له ، مثلا أمكننا أن نقول : إن النفس العاقلة (١٤) تكون من نفس جاهلة مستعدة للعلم ، إلا أن نمنع (١٥) استعمال لفظ يكون فيما خلا التكون الذي في الجوهر. فلا يجوز أن نقول في النفس العاقلة (١٦) : إنها كانت من نفس (١٧) مستعدة للعلم ، ولكن يجوز لا محالة في الجواهر ، وكلامنا فيها. على أنه فيما أحسب لا يختلف هذا الحكم في الجواهر مع ذواتها (١٨) ، وفي الجواهر مع أحوالها.
__________________
(١) بأن : أن د. (٢) بأن يقال ... تجربة العادة : ساقطة من ح ، ص ، ط ، م. (٣) ولكن : لكن د. (٤) ولنعرف : ولنتعرف ب ، م. (٥) أو الموضوع : أو أن الموضوع د. (٦) له : ساقطة من ح ، د ، ص ، ط. (٧) يتكون : يكون د ، م. (٨) الشىء : بشيء د. (٩) له : ساقطة من د. (١٠) بل أخذ له ... الاستعداد اسم : ساقطة من م. (١١) وإن : وإذا د ، م. (١٢) كان : ساقطة من م. (١٣) يكون : ساقطة من د. (١٤) العاقلة : للعالمة ب ، د ، م. (١٥) نمنع : يمتنع د. (١٦) العاقلة : العالمة ب ، ح ، د ، ص. (١٧) من نفس : ساقطة من م
(١٨) الجواهر مع ذواتها : الجواهر ذواتها ب ، د ، ص ، ط ، م.