الحوادث الغير المتناهية (١) منها (٢) في آن واحد ، إذ لا يجوز أن تكون في آنات متلاقية متماسة ، فاستحال (٣) ذلك ، بل (٤) يجب أن يكون واحد قد قرب في ذلك الآن بعد بعد ، أو بعد قرب (٥) ، فيكون ذلك (٦) الآن نهاية حركة أولى (٧) ، تؤدي إلى حركة أخرى ، أو أمر آخر ، فإن أدت (٨) إلى حركة أخرى وأوجبت (٩) ، كانت (١٠) الحركة التي هي كعلة (١١) قريبة لهذه الحركة مماسة لها.
والمعنى في هذه المماسة مفهوم ، على أنه لا يمكن أن يكون زمان بين حركتين ولا حركة فيه ، فإنه قد بان لنا في الطبيعيات أن الزمان تابع للحركة (١٢) ، ولكن الاشتغال بهذا النحو من البيان يعرفنا إن كانت حركة قبل حركة ، ولا يعرفنا أن (١٣) تلك الحركة كانت علة لحدوث (١٤) هذه الحركة اللاحقة (١٥).
فقد ظهر ظهورا واضحا أن الحركة لا تحدث بعد ما لم تكن إلا لحادث (١٦) ، وذلك الحادث لا يحدث إلا بحركة مماسة لهذه الحركة ، ولا تبالي أي (١٧) حادث كان ذلك الحادث : كان قصدا من الفاعل ، أو إرادة ، أو علما ، أو آلة ، أو طبعا (١٨) ، أو حصول وقت أوفق للعمل دون وقت ، أو حصول تهيؤ أو استعداد من القابل لم يكن ، أو وصول من المؤثر لم يكن ، فإنه كيف كان ، فحدوثه متعلق بالحركة لا يمكن غير هذا.
ولنرجع (١٩) إلى التفصيل فنقول (٢٠) : إن كانت العلة الفاعلية والقابلية (٢١) موجودتي (٢٢) الذات ، ولا فعل ولا انفعال بينهما ، فيحتاج إلى وقوع نسبة بينهما توجب الفعل والانفعال.
أما من جهة الفاعل ، فمثل إرادة موجبة للفعل ، أو طبيعة موجبة للفعل (٢٣) ، أو آلة أو زمان.
__________________
(١) المتناهية : المتناهى د. (٢) منها : منهما د. (٣) فاستحال : واستحال ح. (٤) بل : بأن د. (٥) بعد قرب : بعد بعد قرب ب ، د ، م. (٦) ذلك : ساقطة من م. (٧) أولى : أولية د ؛ أولا ح ، ط ، ه. (٨) فإن أدت : فما فادت ط. (٩) وأوجبت : أوجبت م. (١٠) كانت : كان د. (١١) كعلة : لعلة د. (١٢) للحركة : الحركة د. (١٣) حركة قبل حركة ولا يعرفنا أن : ساقطة من د. (١٤) لحدوث : الحدوث د. (١٥) اللاحقة : ساقطة من ، ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٦) لحادث : بحادث ط ، م. (١٧) أى : أمر د. (١٨) أو آلة أو طبعا : أو طبعا أو آلة ب ، ح ، ص ، ط. (١٩) ولنرجع : ونرجع د ؛ أو نرجع ح ، ص. (٢٠) فنقول : ونقول ب ، ح ، د ، ط ، م. (٢١) والقابلية : والقابلة م. (٢٢) موجودتى : موجود فى د ؛ موجودة فى م : موجودى ب. (٢٣) للفعل ( الثانية ) : + والأفعال ح.