أذاه (١). ثم إن تلك الهيئة البدنية مضادة لجوهرها مؤذية له (٢) ، وإنما (٣) كان يلهيها عنها (٤) أيضا البدن وتمام انغماسها فيه ، فإذا (٥) فارقت (٦) النفس البدن أحست بتلك المضادة العظيمة وتأذت بها أذى عظيما ، لكن هذا الأذى وهذا الألم ليس لأمر (٧) لازم ، بل لأمر (٨) عارض غريب ، والأمر العارض الغريب لا يدوم ولا يبقى ، ويزول ويبطل مع ترك الأفعال التي كانت تثبت تلك الهيئة بتكررها ، فيلزم إذن (٩) أن تكون العقوبة التي بحسب ذلك غير خالدة ، بل تزول وتنمحي قليلا قليلا حتى تزكو النفس وتبلغ السعادة التي تخصها.
وأما النفوس البله التي لم تكتسب (١٠) الشوق فإنها إذا فارقت البدن وكانت غير مكتسبة للهيئات الردية صارت (١١) إلى سعة من (١٢) رحمة الله تعالى (١٣) ونوع من الراحة ، وإن كانت مكتسبة للهيئات البدنية الردية وليس لها (١٤) عندها هيئة غير ذلك ولا معنى تضاده وتنافيه (١٥) فتكون لا محالة ممنوة بشوقها إلى (١٦) مقتضاها ، فتتعذب (١٧) عذابا شديدا بفقد (١٨) البدن ومقتضيات (١٩) البدن من غير أن يحصل المشتاق إليه ، لأن آلة ذلك قد (٢٠) بطلت وخلق التعلق بالبدن قد بقي.
ويشبه أيضا (٢١) أن يكون ما قاله بعض العلماء حقا وهو أن هذه الأنفس إن كانت زكية وفارقت البدن وقد رسخ فيها نحو من الاعتقاد في العاقبة التي تكون لأمثالهم على مثل ما يمكن أن يخاطب به العامة وتصور ذلك في أنفسهم من ذلك (٢٢) ، فإنهم إذا فارقوا الأبدان (٢٣) ولم يكن لهم معنى جاذب إلى الجهة التي (٢٤) فوقهم ، لا كمال فيسعدوا تلك السعادة ، ولا شوق كمال (٢٥) فيشقوا تلك الشقاوة ، بل جميع (٢٦) هيئاتهم النفسانية متوجهة نحو الأسفل منجذبة إلى (٢٧) الأجسام ، ولا منع من المواد (٢٨) السماوية من أن (٢٩) تكون موضوعة لفعل (٣٠) نفس فيها ، قالوا فإنها تتخيل (٣١)
__________________
(١) أذاه : أذاها د. (٢) له : ساقطة من د. (٣) وإنما : فإنما د. (٤) يلهيها عنها : يلهيها عنه ب ، ح ، د ؛ لهيها عنها ط. (٥) فإذا : واذا د. (٦) فارقت : فارق ب ، د. (٧) لأمر ( الأولى ) : بأمر ح ؛ ساقطة من ط. (٨) لأمر ( الثانية ) : الأمر ح. (٩) إذن : ساقطة من ب. (١٠) فيلزم ... لم تكتسب : ساقطة من د. (١١) الشوق ... صارت : ساقطة من د. (١٢) من : ساقطة من د. (١٣) تعالى : ساقطة من ب ، د. (١٤) لها : ساقطة من ب ، د ، ص. (١٥) وتنافيه : ولا ينافيه د ، ص. (١٦) ممنوة بشوقها إلى : ممنو ط. (١٧) فتتعذب : فتعذب ح ، د ؛ ساقطة من ط. (١٨) بفقد : بفقدان ب ؛ لفقدان د. (١٩) ومقتضيات : وبمقتضيات ب ، ح ، ص ؛ ولمقتضيات د. (٢٠) لأن آلة ذلك قد : لا ط. (٢١) أيضا : ساقطة من ب. (٢٢) من ذلك : ساقطة من ب ، ح ، د ، ط. (٢٣) الأبدان : البدن ح. (٢٤) التي : + هى د ، ص. (٢٥) فيسعدوا تلك السعادة ولا شوق كمال : عدم د. (٢٦) جميع : كل ب. (٢٧) منجذبة إلى : تجذيه د. (٢٨) من المواد : فى المواد ب ، ح ، د ، ص. (٢٩) من أن : عن أن ح ، د ، ص. (٣٠) لفعل : بفعل د. (٣١) تتخيل : تخيل د ؛ + من ط.