يامن لاتغيره الايام والليالي ، ولاتتشابه عليه الاصوات ، ولاتخفى عليه اللغات ولايبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد خيرتك من خلقك ، فصل عليهم بأفضل صلواتك ، وصل على جميع النبيين والمرسلين الذين بلغوا عنك الهدى وعقدوا لك المواثيق بالطاعة ، وصل على عبادك الصالحين.
يا من لايخلف الميعاد! أنجزلي ما وعدتني ، وأجمع لي أصحابي وصبرهم و انصرني على أعدائك وأعداء رسولك ولاتخيب دعوتي ، فاني عبدك ابن عبدك ، ابن أمتك ، أسير بين يديك.
سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام ، وتفضلت به علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تنجزلي ماوعدتني إنك أنت الصادق ولاتخلف الميعاد وأنت على كل شئ قدير.
توضيح : قوله ( واستثنى عليهم ) أي شرط على ورثة محمد بن عثمان أن لايأخذوا منه المدرج والعكاز.
أقول : روى الكفعمي في البلد الامين (١) هذه القنوتات وزاد في أولها دعاء صنمي قريش ودعاء آخر مرويين عن أميرالمؤمنين عليهالسلام كما سيأتي ، وكتب في الهامش : هذا القنوت المتقدم لاميرالمؤمنين عليهالسلام لم يذكره السيد في مهجه بل ذكر قنوتات الائمة الاحد عشر عليهمالسلام وابتد بذكر قنوت الحسن عليهالسلام فأحببت أن أضع قنوت مولانا أميرالمؤمنين عليهالسلام في هذا المكان ، لتكون القنوتات كعدد الاثني عشر ، والعيون المنبجسة من الحجر ، ثم زاد في موضعين آخرين أشرنا إليهما ، ولنوضح بعض مايحتاج إلى الايضاح من تلك الادعية.
( المكلوم ) المجروم ، ( والديموم ) في اللغة الفلاة الواسعة ، ولعلة استعير هنا لسعة جوده ورحمته تعالى ، ويحتمل أن يكون مبالغة في الدوام على خلاف القياس ، و ( الصدر ) الرجوع ، والمراد هنا الحدوث والصدور ( وقد أبنت عن عقود كل قوم ) أي أظهرت عقائدهم وضمائرهم التي يخفونها ( ما تحملت ) على صيغة الغيبة أي كلفتها مايمكنها إدراكه والوصول إليه على ما تعلمه بعلمك المغيب عن حواس الخلق وعقولهم
____________________
(١) البلد الامين ص ٥٥١ ـ ٥٧٠.