دونك ، وقد علمت أن زاد الراحل إليك عزم إراة يختارك بها ويصير بها إلى ما يؤدي إليك.
اللهم وقد ناداك بعزم الارادة قلبي ، واستبقني نعمتك بفهم حجتك لساني وما تيسر لي من إرادتك اللهم فلا اختزلن عنك ، وأنا أؤمك ، ولا اختلجن عنك وأنا أتحراك ، اللهم وأيدنا بما تستخرج به فاقة الدنيا من قلوبنا ، وتنعشنا من مصارع هوانها ، وتهدم به عنا ماشيد من بنيانها ، وتسقينا بكأس السلوة عنها ، حتى تخلصنا لعبادتك ، وتورثنا ميراث أوليائك ، الذين ضربت لهم المنازل إلى قصدك ، وآنست وحشتهم حتى وصلوا إليك.
اللهم وإن كان هوى من هوى الدنيا أو فتنة من فتنتها علق بقلوبنا حتى قطعنا عنك ، أو حجبنا عن رضوانك ، أو قعدبنا عن إجابتك ، اللهم فاقطع كل حبل من حبالها جذبنا عن طاعتك وأعرض بقلوبنا عن أداء فرائضك ، واسقنا عن ذلك سلوة وصبرا يوردنا على عفوك ويقومنا على مرضاتك إنك ولي ذلك.
اللهم واجعلنا قائمين على أنفسنا باحكامك ، حتى تسقط عنامؤن المعاصي ، واقمع الاهواء أن تكون مساورة ، وهب لنا وطئ آثار محمد وآله صلواتك عليه وآله و اللحوق بهم ، حتى نرفع للدين أعلامه ابتغاء اليوم الذي عندك ، اللهم فمن علينا بوطي آثار سلفنا ، واجعلنا خير فرط لمن ائتم بنا. فانك على كل شئ قدير ، وذلك عليك سهل يسير ، وأنت أرحم الراحمين ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الابرار ، وسلم تسليما (١).
بيان : قال الجوهري : الاختزال الاقتطاع يقال : اختزله عن القوم ، وقال : اختلجه جذبه فانتزعه وقال : نعشه الله ينعشه رفعه ، وقال : ساوره أي واثبه ويقال : إن لغضبه لسورة ، وهو سوا رأي وثاب ، وفي بعض النسخ مشاورة بالشين المعجمة وفيه تكلف. ( ابتغاء اليوم الذي عندك ) أي يوم ظهور دولة القائم عليهالسلام.
٣ ـ العيون : عن علي بن عبدالله الوراق والحسين بن أحمد المؤدب وحمزة
____________________
(١) البلد الامين : ٥٦٨.