إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بحار الأنوار [ ج ٨٥ ]

بحار الأنوار

بحار الأنوار [ ج ٨٥ ]

الاجزاء

تحمیل

بحار الأنوار [ ج ٨٥ ]

262/345
*

من قرأ ( جبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما ) على التثنية فليس بصحيح ، لان الضمير حينئذ يكون راجعا في اللغة إلى جبتي الصنمين وطاغوتيهما وإفكيهما ، وذلك ليس مراد أميرالمؤمنين عليه‌السلام وإنما مراده عليه‌السلام لعن صنمي قريش ، ووصفه عليه‌السلام لهذين الصنمين بالجبتين والطاغوتين والافكين تفخيما لفسادهما وتعظيما لعنادهما ، وإشارة إلى ما أبطلاه من فرائض الله ، وعطلاه من أحكام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والصنمان هما الفحشاء والمنكر. قال شارح هذا الدعاء : الشيخ العالم أبو ـ السعادات أسعد بن عبدالقاهر في كتابه رشح البلاء في شرح هذا الدعاء ، الصنمان الملعونان ، هما الفحشاء والمنكر ، وإنما شبهتهما عليه‌السلام بالجبت والطاغوت لوجهين : إما لكون المنافقين يتبعونهما في الاوامر والنواهي غير المشروعة ، كما اتبع الكفار هذين الصنمين ، وإما لكون البراءة منهما واجبة لقوله تعالى : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) (١).

وقوله : ( اللذين خالفا أمرك ) إشارة إلى قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (٢) فخالفا الله ورسوله في وصيه بعد ما سمعا من النص عليه مالا يحتمله هذا المكان ، ومنعاه في حقه فضلوا وأضلوا وهلكوا وأهلكوا وإنكارهما الوحي إشارة إلى قوله تعالى : ( بلغ ما انزل إليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته ) (٣).

( وجحدهما الانعام ) إشارة إلى أنه تعالى بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة للعالمين ، ليتبعوا أوامره ، ويجتنبوا نواهيه ، فاذا أبوا أحكامه وردوا كلمته فقد جحدوا نعمته وكانوا كما قال سبحانه : ( كلما جاءهم رسول بمالا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون ) (٤).

____________________

(١) البقرة : ٢٥٦.

(٢) النساء : ٥٩.

(٣) المائدة : ٦٧.

(٤) المائدة : ٧٠.