من الميت » بانشاء النباتات من موادها وإماتتها ، وإنشاء الحيوان من النطفة والنطفة منه ، وروي إخراج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن « بغير حساب » أي كثيرا أو من غير أن يحاسبه عليه.
« بك نمسي » اي بقدرتك وعونك ندخل في المساء والصباح « من أن اذل » على بناء المعلوم من المجرد أو الافعال ، وكذا سائر الفقرات سوى أظلم وأجهل « فانهما على المجرد فقط » يا مصرف القلوب « عن عزماتها وإراداتها « والابصار » عما تريد أن تنظر إليها إذا لم يوافق إرادة الله تعالى ، كما قال : « فأغشيناهم فهم لا يبصرون » (١) ويحتمل أن يراد بالابصار البصائر.
« لا يألوني خبالا » أي لا يقصر في فسادي ، والالو التقصير ، واصله أن يعدى بالحرف يقال ألا في الامر يألو إذا قصر ثم عدي إلى مفعولين كقولهم لا آلوك نصحا ، على تضمين معنى المنع والنقص ، والخبال الفساد ، ويكون في الابدان والافعال والعقول « وقبيله » أي جنوده ، والدور بغير همز جمع الدار كأسد وأسد.
والهمز الغمز ، والوقيعة في الناس ، وذكر عيوبهم ، وهمزات الشياطين نخساته و غمزاته وطمعه فيه ، وكذا اللمز ومنه قوله تعالى : « ويل لكل همزة لمزة » وقيل : الهمزة هو الذي يعيبك بوجهك ، واللمزة الذى يعيبك في الغيب ، وقيل الغمز ما يكون باللسان والعين والاشارة باليد ، والهمز لا يكون إلا باللسان ، وقيل هما شئ واحد والمراد هنا أنواع مكائد الشيطان ويمكن أن يكون المرادما يصدر من الناس من ذلك ونسبه إلى الشيطان لانه السبب فيه.
والغوايل الشرور والمهالك ، والنفث في العقد وغيرها من قبيل السحر ، وهنا أيضا إما كناية عن تصرفاته في الانسان الشبيهة بالسحر ، أو ما يصدر من الناس بسببه بالشبهات « طلبوك » أي بغير برهان ودليل أو بالتشبيه بالخلق في أفعالهم « جوروك » اي نسبوا الجور والظلم إليك في أفعالهم ، بأن قالوا هو سبحانه يجبرنا على أعمالنا ويعاقبنا عليها ، والفقرة التالية لها مؤكدة ، أو المراد بالثانية أنهم نسبوا مثل
____________________
(٢) يس : ٦.