نفسي ، واسدد فاقتي وحاجتي وفقري بالغنى عن شرار خلقك ، برزق واسع من فضلك ، من غير كد ولا من من أحد من خلقك ، وارزقني حج بيتك الحرام ، في عامي هذا وفي كل عام ، واغفر لي بمنك الذنوب العظام ، فانه لا يغفرها غيرك يا علام الغيوب.
اللهم إنك قلت في كتابك « ادعوني استجب لكم » وقد دعوتك يا إلهى باسمائك واعترفت لك بذنوبي ، وأفضيت إليك بحوائجي ، وأنزلتها بك وشكوتها إليك ووضعتها بين يديك ، فأسئلك بوجهك الكريم وكلماتك التامة ، إن كان بقى علي ذنب لم تغفره لي أوتريد أن تعذبني عليه أو تحاسبني عليه ، أوحاجة لم تقضها لي ، أو شئ سألتك إياه لم تعطنيه ، أن لا يطلع الفجر من هذه الليلة أو ينصرم هذا اليوم إلا وقد غفرته لي ، وأعطيتني سؤلي ، وشفعتنى في جميع حوائجي إليك يا أرحم الراحمين.
اللهم أنت الاول قبل كل شئ ، والخالق له وأنت الآخر بعد كل شئ والوارث له ، وأنت نور كل شئ والوارث له ، والظاهر على كل شئ والرقيب عليه ، والباطن دون كل شئ والمحيط به ، الباقى بعد كل شئ المتعالي بقدرته في دنوه المتدانى إلى كل شئ في ارتفاعه ، خالق كل شئ ووارثه ، مبتدع الخلق [ ومعيده ] لا يزول ملكك ، ولا يذل عزك ، ولا يؤمن كيدك ، ولا تستضعف قوتك ولا يمتنع منك أحد ، ولا يشركك في حكمك أحد ، ولا نفاد لك ، ولا زوال ولا غاية ولا منتهى لم تزل كذلك فيما مضى ولا تزال كذلك فيما بقى.
لا تصف الالسن جلالك ، ولا تهتدي القلوب لعظمتك ، ولا تبلغ الاعمال شكرك أحطت بكل شئ علما ، وأحصيت كل شئ عددا ، لا تحصى نعماؤك ، ولا يؤدى شكرك ، قهرت خلقك ، وملكت عبادك بقدرتك ، وانقادوا لامرك ، وذلوا لعظمتك ، وجرى عليهم قدرك ، وأحاط بهم علمك ، ونفد فيهم بصرك ، سرهم عندك علانية ، وهم في قبضتك يتقلبون ، وإلى ما شئت ينتهون.
ما كونت فيهم كان عدلا ، وما قضيت فيهم كان حقا ، أنت آخذ بناصية كل دابة تعلم مستقرها ومستودعها ، كل في كتاب مبين ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا